المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحساء تودع الشيخ محمد الهاجري رئيس محكمة الأوقاف والمواريث



على
09-07-2004, 04:04 PM
http://www.asharqalawsat.com/2004/09/07/images/people.254047.jpg

غيب الموت أمس الشيخ محمد سلمان الهاجري، رئيس محكمة الأوقاف والمواريث في محافظة الاحساء في السعودية، عن عمر يناهز 79 عاما بعد معاناة مع المرض. ويرجع نسب الشيخ الهاجري، المولود في مدينة الهفوف في العام 1925، إلى قبيلة «الهواجر» المعروفة والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية، إذ نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الكتابة على أيدي عدد من مشايخ المنطقة قبل أن يتولى في العام 1993 القضاء في محكمة الأوقاف والمواريث حتى أيامه الأخيرة.

وللراحل العديد من المؤلفات مثل رسالة البيع ورسالة حقوق الوالدين «فقهية استدلالية مبسوطة»، ورسالة في عدم التقدم على الإمام في الصلاة «من فقه الصلاة». ولم تزل هذه الرسائل مخطوطة، ولم تطبع.

جمال
11-15-2004, 09:55 AM
الشيخ الهاجري.. والقضاء في الإسلام

جعفر عمران


يؤمن الشيخ محمد الهاجري بان القضاء جزء من العلم، بل هو جزء كبير منه وهو احد مهام الانبياء، والقضاة امناء الله على النواميس الثلاثة: «النفوس والاعراض والاموال» فالقضاء في الاسلام، هو لسان الشرع ويده، به تُرد المظالم، وبه يعاقب المجرم، وهو الميزان الذي يعطي كل ذي حق حقه.

والشيخ محمد سلمان الهاجري قاضي «محكمة الاوقاف والمواريث» في محافظة الاحساء بالسعودية، يعود نسبه الى القبيلة العربية المعروفة «الهواجر» والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية. ولد في مدينة الهفوف عام 1344هـ وفيها نشأ وترعرع، تلقى بداية تعليمه في المُطوع «الكتاتيب» تعلم قراءة القرآن وتلقى مبادئ الكتابة ثم درس المقدمات الدينية في الحوزة العلمية في الاحساء، وفي عام 1365هـ سافر الى العراق لاتمام دراسته الدينية، فدرس «السطوح» و«البحث الخارج» وفي عام 1413هـ تولى القضاء، ورغم ما تحتاجه هذه المهنة من تفرغ وانشغال الا ان الشيخ الهاجري خصص وقتا في الفترة الصباحية لالقاء البحوث الدينية في منزله على طلبة العلم.

ويرى الشيخ الهاجري يرحمه الله ان القضاء ونفوذ الحكم في فصل الحكومات بين الناس منزلة رفيعة ومقام منيع، ولكنه في الوقت ذاته، يكون في بعض الاحيان جالب متاعب لصاحبه في الدنيا، وكما جاء في الحديث «من جُعل قاضيا فقد ذُبح بغير سكين» وفي احدى الروايات «لسان القاضي بين جمرتين من نار»، ولكن القاضي لا يشعر بالراحة الا اذا رضي ربه ودينه، وبذلك تكون له سعادة حقيقية وراحة ابدية.

ومما عُرف عن الشيخ الهاجري في القضاء انه يبذل جهده محاولا الصلح ما امكن، واذا لم يمكن ذلك ـ وهذا نادر الحدوث ـ فالحكم يكون من خلال ما يحكم به الكتاب والسنة المطهرة بعد النظر الى امهات اسباب الحكم والخصومات، وهي ثلاثة: «الاقرار، البينة، اليمين».
وكان الشيخ الهاجري يقوم بالنظر في قضايا المشاكل الزوجية والتصديق على العقود وحصر الارث والولايات على الاوقاف، وهو يرى ان الطلاق مصدر ضياع للاسرة، ولذلك فهو يسعى جاهدا في التقليل من هذه المشكلة وذلك بتأخير الحكم ـ رغم رفض الطرفين وتذمرهما من هذا التأخير او التأجيل ـ كما يعمل في الاستعانة ببعض الاحيان بالمأذونين الشرعيين للنظر في الخلاف الواقع بين الزوجين للوصول الى الصلح وكثيرا ما يتم ذلك ايجابا.

ومن مؤلفات الشيخ الهاجري رسالة البيع «غير تامة»، ورسالة حقوق الوالدين «فقهية استدلالية مبسوطة»، ورسالة في عدم التقدم على الامام في الصلاة «من فقه الصلاة» ولم تزل هذه الرسائل مخطوطة.
وعرف عن الشيخ الهاجري، الذي توفي في 6 من شهر سبتمبر (ايلول) الماضي حبه للعلم والعلماء، ودائما ما يدعو علماء الدين بمواصلة طلب العلم والاهتمام به وتحمل مشاق وصعوبات الحياة من اجل الوصول للهدف، كما يدعو ابناء المجتمع الى التآخي والترابط والتماسك ونبذ الفرقة.