المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكي تتفادي الملل‏..‏ والانهيار العصبي‏!‏



جبار
09-02-2004, 12:10 AM
كبر دماغك‏..‏ ولاتشغل بالك بالأمور الصغيرة



اذا كنت ترغب في التمتع بحياة عائلية سعيدة ومفعمة بالحب‏,‏ فعليك بالصبر والحكمة‏,‏ ولاتدع‏(‏ الأمور الصغيرة‏)‏ تذهب صوابك وتسيطر علي تفكيرك‏,‏ ودون أدني شك فإن الحياة الاسرية ممتلئة بالصعوبات التي يجب علينا أن نتعامل معها‏

فان تركت نفسك للقلق بشأن الأمور الصغيرة‏,‏ فسينتهي بك الأمر إلي الإصابة بانهيار عصبي‏.‏ بهذه المقدمة يستهل د‏.‏ ريتشارد كارلسون كتابه‏(‏ لاتهتم بصغائر الأمور مع أسرتك‏)‏ والذي حقق أعلي مبيعات في العالم‏.‏

ويستطرد د‏.‏ كارلسون فيقول‏:‏ لقد شرعت في إعداد هذا الكتاب كي أساعد في جعل الحياة مع الأسرة‏(‏ ايسر واكثر حبا‏),‏ ومن أجل استعادة بهجة الحياة الأسرية التي فقدناها في خضم الاحباط والانشغال الذي يسود حياتنا‏,‏ ومماهو جدير بالذكر أن من لايقلقون بشأن الأمور الصغيرة مع عائلتهم يتمتعون في محيطهم الأسري بميزة كبيرة في الحياة‏,‏ فهم أقل احباطا‏,‏ ويتمتعون بقدرة اكبر علي الاستمتاع والانتاج والحب‏

لأن الطاقة التي قد تضيع علي الشعور بالتوتر ستستغل في إبداع وابتكار تجارب وذكريات بهيجة‏,‏ فعندما لاتقلق بالك بالأمور الصغيرة ستصبح اسرتك مصدرا للسعادة من أي وقت مضي‏,‏ وسيزداد صبرك وستصبح شخصا يسهل التعامل معه‏,‏ وستبدو الحياة أكثر يسرا وانسجاما‏,‏ وسوف يمتد هذا الشعور إلي أفراد العائلة‏.‏ وبالتالي تصبح الحياة أكثر سلاسة وأقل توترا‏,‏ ولاشك أن الرغبة في عدم‏(‏ تضخيم‏)‏ الأمور الصغيرة من الأولويات الآن في حياة الملايين؟
والآن نبدأ رحلتنا مع د‏.‏ كارلسون‏:‏

بيت عاطفي‏!‏
ان بيت الانسان أشبه بالحديقة التي تترعرع فيها الورود والأزهار‏,‏ حينما تتوافر لها الظروف المناسبة‏,‏ ولاشك أن البيت سيسوده قدر أكبر من السلاسةاذا أحسنا تهيئة مناخه العاطفي‏,‏ فبدلا من الرد بصورة منفعلة علي كل أزمة عند وقوعها‏,‏ فإن تهيئة مناخ عاطفي يعطينا ميزة طرد أسباب التوتر التي تؤدي إلي وقوع مثل هذه الأزمات

ولتحديد أنسب مناخ عاطفي لأسرتنا يتحتم علينا أن نطرح علي أنفسنا عددا من الأسئلة‏:‏ ماهو نوع شخصيتي؟ ماهو نوع المناخ الذي يروق لي وأنمو فيه؟ هل أرغب في أن يكون بيتي اكثر سكينة؟‏

ان لهذه الأسئلة أهمية حيوية في تهيئة أفضل مناخ عاطفي‏,‏ والبيئة العاطفية تتكون من عدة أشياء‏,‏ ابتداء من الاثاث ولون الحائط‏,‏ وأيضا من قدر الهدوء والضوضاء من حولك‏,‏ ان احترام كل فرد للآخر والقدرة علي أصغاء السمع للآخرين والشعور بالحرية أمر ضروري‏,‏ وعلي سبيل المثال نحن جميعا نحب ان نقضي بعض الوقت معا وهو مانفعله كثيرا‏

إلا أننا نرغب أيضا في قضاء بعض الوقت بمفردنا في بيوتنا‏,‏ وان ادراك المرء بذلك هو أمر ايجابي‏,‏ وهو أمر يجعل من السهل علينا جميعا أن نكون اكثر حساسية تجاه درجة الضوضاء والنشاط والفوضي التي تقع في اي لحظة من اللحظات‏,‏ اذن علينا أن نتعلم كيف ندرك متي يحتاج كل منا لجو اكثر هدوءا‏,‏ أو للجلوس في عزلة عن الغير

ومن البديهي أن البيئة العاطفية ستختلف من منزل لآخر وسيتطلب الأمر بعض الصبر‏,‏ ومن المحتمل أن تهيئة المناخ العاطفي لبعضنا البعض قد يستغرق عدة سنوات‏,‏ ولكن في آخر الامر سنجني ثمار هذا الصبر مع مرور الوقت‏.‏

شكرا‏..‏ شريك حياتي‏!‏
لاشك ان إحساس شريك الحياة بالسعادة سواء كان الرجل أو المرأة‏,‏ وبالتقدير له سيولد عند كل طرف الرغبة في مد يد العون للآخر‏,‏ وعلي العكس فإن شعوره بالتعاسة وبالاستخفاف به لن يجعله يفكر مطلقا في تسهيل الأمور علي الآخر‏,‏ وبالطبع لانقصد من ذلك تحميل مسئولية إسعاد شريك الحياة‏

لأن كل انسان منا مسئول عن تحقيق سعادته بنفسه‏,‏ الا ان لكل منا دورا مهما في إحساس شريكه بتقدير الآخر له‏,‏ والآن تأمل لحظة كم مرة قدمت فيها شكرا من القلب لشريك حياتك علي كل ما قام به من جهد مضن نيابة عنك؟ علي أية حال كلنا نحتاج إلي الشكر والتقدير‏,‏ ويستوي في ذلك كل من يعمل داخل البيت أو خارجه أو يجمع بينهما‏,‏ ولكن من المؤكد أنه عندما لايستخف الآخرون بنا‏,‏ فإننا نميل بالفطرة الي تقديم العون لهم‏.‏

قبول شجار الأولاد
في رأي د‏.‏ كارلسون انه لايوجد ماهو اكثر تأثيرا من شجار الأولاد للقضاء علي السكينة والهدوء داخل البيت‏,‏ ويؤكد أنه مادام للمرء اكثر من طفل فإن الشجار بينهم هو من الأمور المسلم بها في الحياة‏,‏ وهو من الأشياء التي تصيب الانسان بضيق شديد‏

ولكن ليس هناك طريقة أمام الآباء والامهات أفضل من التسامح مع الشجار‏,‏ قد يكون القول سهلا ولكنه صعب التنفيذ‏,‏ وهناك سببان وجيهان وراء هذه الدعوة‏,‏ فعندما يتجادل اثنان من الاولاد ثم يتدخل أحد الكبار بصورة مفرطة‏,‏ أو يتعجل أو يرد بانفعال‏,‏ فسيتحتم حينئذ التعامل ليس فقط مع الشجار‏

بل ومع رد الفعل ايضا الذي صدر منا‏‏ بالاضافة إلي ارتفاع ضغط الدم والافكار السلبية والشعور بالضيق‏,‏ فمقاومة شجارهم هو بمثابة الدخول معهم في صراع وقتال وبهذا يسهل تضخيم أمر الشجار‏.‏ اما السبب الآخر وراء الدعوة للتسامح مع الشجار فهو ان مقاومته تؤدي إلي تشجيع حدوثه ونظهر نحن الكبار في صورة قدوة غير حسنة والتسامح هنا يخمد نار الشجار‏.‏

لابأس أن تمل أحيانا
ان سماع عبارات مثل‏(‏ لقد مللت‏)‏ أو‏(‏ ليس هناك ما أفعله‏)‏ من الأبناء هو أمر يعتبر من أسوأ الأمور لأي أب أو أم‏,‏ خاصة لهؤلاء الذين يحاولون بجدية ان يقدموا لأبنائهم نوعيات مختلفة من الخبرات والأنشطة‏,‏ وفي الحقيقة أن الاطفال الذين لديهم فرص كثيرة وانشطة متنوعة يمكنهم القيام بها‏,‏ هم أكثر الأطفال عرضة للسأم‏

والسبب يرجع الي أن هؤلاء الأطفال اعتادوا التسلية في كل لحظة يعيشونها وهم ينتقلون من نشاط لآخر بعد وقت قصير جدا‏,‏ كما أن جدول يومهم يكون مكتظا بالأنشطة مثلهم مثل أبويهم‏,‏ وبمنتهي البساطة اذا توقف لديهم أي نشاط يشعرون بالملل والسأم‏,‏ وييأسون من ايجاد شئ يمكنهم القيام به‏

وهناك كثير من الأولاد الذين يشعرون أنهم لايستطيعون الحياة بدون تليفون في يدهم أو تليفزيون أو راديو ينشغلون به في كل لحظة‏,‏ والحل ليس في إعطائهم أفكارا للأشياء التي يفعلونها لكي يتخلصوا من السأم لأن غالبا سوف يرفضون أفكارنا كلية

والحل الرائع هو ان نرد علي من يقول‏:(‏ إني مللت‏)‏ يقول‏(‏ عظيم فليصبك الملل‏)‏ أو‏(‏ من الأفضل لك ان تصاب بالملل احيانا‏)‏ ومن المؤكد أننا لو جربنا هذا الأسلوب عدة مرات معهم‏,‏ فعلينا أن نثق تماما‏,‏ أنهم سوف يقلعون عن الاعتقاد بأننا نحن المسئولين عن تسليتهم بشكل متواصل‏

كما توجد فائدة مستترة لهذا الأسلوب‏,‏ وهي اننا سوف نشجع الابتكار في نفوس الاطفال عن طريق إرغامهم علي اكتشاف الاشياء بأنفسهم‏,‏ واخيرا عليهم أن يتعلموا أنه لاضرر من الاصابة بالسأم لبعض الوقت‏.‏

مراقبة النفس
ما الذي نريد ان نعلمه لأطفالنا ونشجعهم عليه؟ سؤال لابد ان نطرحه علي انفسنا‏,‏ فقد نوجه رسائل مستترة الي اطفالنا بطرق غير مباشرة تكون نتيجتها عكس مانريد‏,‏ فمثلا الصفات الانسانية كالاعتماد علي النفس‏,‏ومواجهة الخطر والصبر والاستقلالية يمكن إعاقاتها بسبب طرق تعاملنا مع اطفالنا‏,‏ فأحيانا نطلب منهم الهدوء

ولكننا نطلب ذلك بصوت مرتفع وفي شبه ثورة‏,‏ أو قد نريد لهم أن يشبوا معتمدين علي أنفسهم‏,‏ ولكننا ننظف لهم حجراتهم‏,‏ ان كثيرا من الرسائل التي نوجهها الي اطفالنا لها صلة بما يدور في داخلنا نحن‏.‏

التقلبات المزاجية‏..‏ عادية‏!‏
التقلبات المزاجية هي إحدي حقائق الحياة الحتمية والغامضة والباعثة علي الضيق‏,‏ والتي يجب علي كل منا ان يتعامل معها‏,‏ وفهم هذه التقلبات المزاجية‏,‏ هي بمثابة المناخ داخل المرء‏,‏ لا يثبت علي حال‏,‏ وتتغير نظرتنا للحياة مع تغير حالاتنا المزاجية وبشكل عام تبدو الحياة رائعة عندما نكون في حالة مزاجية جيدة‏

وعلي الرغم من العيوب والمشاكل الموجودة حولنا نجد اننا نشعر بقبول تجاهها‏,‏ ونتقبل حياتنا كما هي عليه‏,‏ ونحاول بقدر الامكان أن نستمتع بها ولاتبدو المشكلات وكأنها نهاية العالم‏,‏ بل ونتحمل مسئولياتها باجتهاد‏,‏ ونتناسي المضايقات اليومية التي يجب التعامل معها‏,‏ اي نظل نضع الأمور في نصابها الصحيح‏

ونتحلي بروح الدعابة والاستفادة من هبة الحياة الي ابعد مدي‏.‏ اما عندما نكون في حالة مزاجية سيئة‏,‏ فإن الوضع يختلف تماما‏,‏ فنجد انفسنا ثائرين‏,‏ غاضبين بدلا من ان نقبل حياتنا علي علاتها‏,‏ ويكون لدينا ميل للتذمر والشكوي‏,‏ وننظر الي كل شيء كأنه عبء ثقيل‏,‏ وخلاصة القول اننا نضخم الأمور الصغيرة بشكل مفرط‏,‏ ولذلك نطلب منك أن تخفف عن نفسك‏

فجميعنا لنا أوقات ينشرح فيها مزاجنا‏,‏ واخري يتسم فيها بالسوء‏,‏ وما يهم هو أن نضع نصب أعيننا ان تغير حالتنا المزاجية من الأمور المسلم بها في الحياة‏,‏ بالإضافة الي حتمية تعرضنا لحالات مزاجية سيئة‏,‏ والآن علينا ان نتعلم ان نلقي باللوم علي حالتنا المزاجية بدلا من ان نلقيها علي حياتنا وأسرتنا‏

لان بمجرد ان تتغير حالتنا المزاجية يصبح لدينا القدرة علي تخطي الأشياء السيئة ييسر وسهولة‏..‏

سمير
11-11-2012, 12:34 AM
شكرا على النصائح