المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيعة وعقدة "الاتهام" باالطائفية



سيد مرحوم
08-31-2004, 01:27 PM
الشيعة وعقدة "الاتهام" باالطائفية

كتابات - محمد البحراني

لانستطيع ان نفهم احجام الشيعة باالدفاع عن انفسهم في مواجهة حملات التشكيك والاباطيل التي تشن ضدهم من قبل اطراف طائفية تصل لحد التشكيك في ولاءاتهم ووطنيتهم بل ودينهم سوى ان نصف الامر بـ"عقدة" ان يتهموا بالطائفية فيما غيرهم يمارس الطائفية في ابشع صورها واكثرها عدوانية دون ان نسمع من احدهم ان وقف ضد تلك الممارسة او ادانها وما لمسناه هو العكس بان وقف "الجمع" مع الاطروحات الطائفية ومقالاتها وباركوها سواءا في اوساطهم الخاصة او على صفحات الجرائد ومواقع الانترنت .. العقدة تلك هي ظاهرة قائمة وسائدة في البحرين اكثر من غيرها من البلدان ولا ندري كون انهم الاغلبية وانهم السواد لاعظم من السكان يعفيهم من الدفاع عن حقوقهم والاعلان بوضوح عن مواقفهم والتمسك بخطاب شيعي واضح على الاقل يمنحهم سمة "الكيانية الشيعية" التي دعى تأسيسها ونشرها احد المفكرين الشيعة العراقيين في المجتمعات الشيعية ‘والكيانية الشيعية لاتعني هنا بناء دولة مستقلة بل اقامة كيانيات اجتماعية واقتصادية وثقافية ومرجعية للشيعة تشكل نقطة ايجابية تمنح الشيعة المركزية وقوة الخطاب في مواجهة الازمات وماَزق‘ بالرغم من ان الشيعة هم الحلقة الاكثر ضعفا في المعادلة السياسية في كل العالم الاسلامي وباالخصوص في العالم العربي .. ا ن المطالبة بالحقوق الشيعية هي مطلب وطني اكثر مما هي دعوة طائفية رغم التهم السخيفة التي يحاول الطائفيون باالاصالة الصاقها بالشيعة .. الوطنية لا تعني الرضوخ لمنطق الظلم الطائفي ولخطاب الدجل والمنافق السائد في الوسط القومي الليبرالي المبطن باالطائفية ولا تعني التنازل عن الحقوق الانسانية التي يريد الخصم مصادرتها وسحقها لكون اننا شيعة لاغير ومن يريد لي عنق الحقيقة وايهامنا بخطاب "الوطنية" المشلول والناقص فهو اما جاهل
واما يتبع اجندة اخرى غير مهتمة بحقوق الشيعة ولا معاناتنا وما تصير اليه ماَلنا ومستقبلنا..
وقد انتقلت ـ وللأسف ـ تلك العقدة الى نخب معينة شيعية مثقفة في البحرين لتقوم بدورها في نشر خطاب المجاملة والمزايدة الوطنية على حساب الحقوق الشيعية متوسلة بحجج واهية تملى عليها خارجيا واقليميا انجرارا خلف الخطاب القومي العروبي الفاشل ولن تألوا تلك النخب جهدا في تبني الخطاب وممارسة دورا اقرب الى دور الفضائيات والاعلام العروبي ارضاءا للشارع العربي الغير اَبه لمايجري للشيعة من
تهميش واقصاء وابادة سياسية على صعيد اكثر من بلد ودولة ..والانكى من هدا الامر ان يلتجأ البعض من المحسوبين على الشيعة الى دور التماهي وممارسة "العقدة" تلك عبر التصدي للخطاب الشيعي الصريح وقمعه ومصادرة حق نشره بحجة تضمنه على الخطاب الطائفي علما اننا اليوم في وضع نستطيع القول معه ان العالم قد تجاوز تلك المرحلة وعفى على مثل تلك العقليات وان المجتمعات الانسانية والحضارية تتبنى كل خطاب ينصف للضمير الانساني المضطهد بغض النظران كان شيعيا او بوديا او يهوديا او حتى سنيا وسلفيا! .. ونؤكد للمرة الالف ان الشعور بعقدة الاتهام بالطائفية يوازي في جريمته بحق الحقوق الانسانية جريمة من يمارس الطائفية على المستويات العملية وفي المسلكيات السياسية والاجتماعية ..