المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاربوا الأساس.. الغلو في الدين



جمال
08-23-2004, 11:43 AM
عبد اللطيف الدعيج
القبس

حكومتنا لن تنجح في محاربة الارهاب ما لم تبدأ بمحاربة التطرف والتخلي عن موجة الغلو في الدين. الارهاب وليد التطرف، وهو نتاج سنوات الردة، او ما تسميه الجماعات الاسلامية هنا بـ «الدعوة»، او الصحوة الاسلامية. ولانزال نحن نتساءل عن سبب اصرار حكومتنا وتوابعها على ممارسة التبشير والدعوات الدينية في داخل البلد، وضمن مجتمع مسلم محافظ، كما يدعي المتدينون أنفسهم.

وزير الاوقاف اطلق نكتة كبرى، حين قال انه سيقضي على الارهاب بالحوار، وان «الشيوخ»، سوف يتولون تبصير الارهابيين، وتنوير المغرر بهم، اي شيوخ؟ الشيوخ الذين غرسوا التطرف في نفوس النشء، ام الشيوخ الذين توالت فتاواهم بضرب الاميركان والتصدي لـ «التغريب» الغربي! ليس شيوخ الدين هم الذين يحرضون على الارهاب.. شيوخ السياسة، يعني الحكومة، هي من يستخدم الخطاب الديني، وهي من يلهج بالثناء والمديح على «شهداء» فلسطين. اذا كان الموت في سبيل فلسطين شهادة، فإن الموت في سبيل الفلوجة كذلك، ولا نرى فرقا بين هذه وتلك، كل مساجد الدولة وكل دوائر ولجان الحكومة تحت يد التطرف، وبرسم خدمة الغلو والارهاب. احد المغفلين او الذين يستغفلون الآخرين زعل على اتهامنا جميع مساجد الدولة بإيواء واحتضان الارهاب، وتساءل بغباء ان كان اتهامنا يشمل مسجد الدولة، اول ما مسجد الدولة؟ فهذا المسجد شهد اثناء تحرير العراق احد الخطباء يدعو الى مناهضة الحرب والتحريض على المساهمين فيها، يعني على الدولة نفسها التي يخطب من مسجدها!

ليس في الامكان القضاء على الارهاب دون القضاء على التطرف. وليس في الامكان القضاء على التطرف دون التخلص من موجة الغلو والتزمت الديني التي تبنتها الحكومة على مدى السنوات الثلاثين السابقة. ارجعوا الى خطب المسؤولين الحكوميين، من اكبرهم الى اصغرهم.. لا تختلف مقدمات خطبهم، وفي الواقع حتى نهاياتها عن خطبة الجمعة، فهي كلها بسملة وحوقلة وتسليم ودعوات وترديد للذكر.

للمرة الألف.. للقضاء على الارهاب، لا بد ان تحلق الحكومة لحيتها، وللقضاء على التطرف لا بد ان تنزع الحكومة العمامة، وللقضاء على الغلو لا بد من الانفتاح.

موالى
08-25-2004, 02:41 PM
كلام أبصم عليه عشرة على عشرة