المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خوش جهاد!



جمال
08-23-2004, 11:13 AM
علي احمد البغلي

بعض الحكومات والقوى الأجنبية تعمل جاهدة على عدم استقرار الوضع العراقي، لأن من شأن ذلك الاستقرار ان يكشف زيف ادعاءاتها على الملأ.. فهي دول وقوى مستبدة يسود فيها رأي واحد، ولا مجال فيها للديموقراطية أو حرية الرأي ناهيك عن الحريات الأخرى.. هذه الدول والقوى «البوقية» التي تردد ما يقوله دهاقنة الشر فيها وجدت ضالتها في حركة مقتدى الصدر والجيش الذي منه «المهدي» براء! والذي يأتمر بإمرته كما يقال.. وهذا الجيش كما رأينا يتكون من حفاة عراة لا يملكون إلا الاسلحة الفتاكة، لا ندري من أين أتوا بها؟

ولماذا لم تستخدم ضد صدام؟ ولماذا نجح صدام والمقبور حسين كامل في قمع الانتفاضة الشعبانية التي قاموا بها بعد تحرير الكويت؟! ولم تنجح قوات التحالف والحرس الوطني والشرطة العراقية في ذلك حتى الآن؟ هل سبب ذلك يرجع الى ان صدام اقوى من اميركا والمتحالفين معها؟! أم أن هؤلاء «الأوباش» يستغلون الإعلام الخارجي المسلط على الجنوب العراقي والمعونات بالاسلحة والرجال والعتاد التي تأتيهم من الجارة الحاقدة الكبرى، التي تم اسر كثير من المنتمين إليها بعدما ارسلتهم للتخريب في العراق؟!

رجال مقتدى الصدر الذين يشيد ببطولتهم وبسالتهم البعض من الأبواق، تصرفوا في النجف بصورة وحشية، ليست ضد قوات الاحتلال او الكفار وهذا ايضا غير مبرر ـ وانما ضد مواطنين من الجنسية والدين والمذهب نفسه، تعالوا نسمع ما قاله المكلوم رئيس شرطة النجف العميد غالب الجزائري عن تصرفاتهم الدنيئة.

«كثير من المقاتلين يتحصنون داخل مرقد الإمام علي.. (والله ابطال)! لكنهم يخرجون من آن لآخر الى الشوارع أملا في اطلاق نيران صاروخية على ضباط الشرطة وما فعلوه بوالدي غير انساني، انه رجل عجوز يحتضر في الـ 80 من عمره ضربوا أشقائي حتى أغمي عليهم، وقال انهم قطعوا رأس احد اقاربه وفقأ رجال ميليشيا الصدر «المباركة» أعين بعض الضباط، وسلقوها في ماء مغلي!». واضاف: «هذه وحشية، يدخلون منازل الناس ويقتلون الأقارب ورجال الشرطة» وأردف قائلا: قبل ثلاثين دقيقة ذبحوا شخصا آخر (انتهى كلام قائد شرطة النجف العميد الجزائري، القبس 18/8/2004).

وأمام تلك اللاإنسانية والتصرفات المقززة، ماذا يمكن ان يقول محامو الشيطان المدافعون عن ميليشيات الصدر؟ هل سيصدرون فتوى جاهزة من احد رجال الدين السياسي في تبرير ما فعله هؤلاء وبأن مثواهم سيكون الجنة؟

إنها فعلاً فتنة اختلطت فيها السياسة بالعقيدة وهذا أخطر ما فيها، وهذا ما نحذر من الانجرار اليه والانزلاق فيه.. فللدين مقامات ورجالات، وللسياسة رجالات ومقامات، لا يمكن ان يتداخلا وإلا اختلط الحابل بالنابل، وارتج الامر لدى العامة والبسطاء كما نرى الآن..

.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،،،

هامش:

إياد علاوي دعا السيد مقتدى الصدر الى حل ميليشياته والانخراط في العملية السياسية وترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة، فإذا كان لديه كل ذلك التأييد فقد يصبح رئيس وزراء (لا سمح الله)!


albaghlilaw@hotmail.com