المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذار من الجمال



المهدى
08-18-2004, 06:27 AM
خالد القشطيني



هذا شيء لطالما يحيرني في المؤسسات الكبرى. يحرص المسؤولون على اختيار سكرتيرات جميلات وفاتنات، أحياناً عارضات أزياء وموديلات فن مغريات. وعندما يأتي الإغراء بسحره وتحصل فضيحة، تضج المؤسسة والصحافة وكل القوامين على أخلاق المجتمع مما جرى. هل من حماقة أكثر من ذلك؟

لماذا لا يكونون في الغرب صريحين في ذلك ويقولون للمدير أو رئيس الشعبة، سيكون راتبك كذا، وعطلتك السنوية كذا، وسيارة على حساب الشركة وسكرتيرة عارضة أزياء، يعتبرونها من ضمن ما يسمى بالمنافع الهامشية Fringe benefits. وإذا كانوا حقاً حريصين على العفة والدين والأخلاق، فلماذا لا يختارون له امرأة متقدمة في السن، أسنانها مخلوعة وشعرها أشيب وعلى شفتها شنب وتمشي على عكازة؟ هذا خير ضمان لعفة السلوك.

تكررت الضجة في بريطانيا مؤخراً بسبب الفضائح الجنسية والخيانات الزوجية التي جرت في ميدان كرة القدم، بين اللاعبين والمدربين من ناحية وسكرتيراتهم. كان آخرها ما حصل لديفد بيكام ثم تلاه مدير الفريق الإنجليزي أركسن بفضيحته مع فرية علم، الموديل الحسناء سابقاً. انهم يأتون بهؤلاء الفتيات الحسناوات ويضعوهن مع هؤلاء الفتيان الرياضيين وينتظرون من الطرفين العفة والصون. هذا ما يجب أن نطلق عليه «عمل الشيطان»، انه أبسط وسيلة لنسف العفة وخراب العائلة.

المرأة خير حكم في الموضوع، وأعتقد من هذا المنطلق، أن من الحكمة ترك موضوع اختيار السكرتيرات لزوجات الموظفين المرشحين للوظيفة.

تقوم زوجة الموظف بمقابلة السكرتيرات المرشحات له وتختار منهن من هي أسلم وأحكم، بعبارة أخرى سكرتيرة قبيحة. فليس كالقبح من سياج لمكارم الأخلاق وعفة النفس. وربما يجدر بالمؤسسة أن تعهد باختيار السكرتيرات والعاملات إلى لجنة من زوجات الموظفين يتولين حماية المؤسسة من الفضائح والمشاكل ويضمن الكفاءة والإنتاجية، فمما لاحظته في حياتي العملية أن روعة الجمال ورجاحة العقل قلما تلتقيان، فضلاً عن ذلك، كنت دائماً أرى أن وجود سكرتيرة قبيحة يرفع معدلات الانتاجية في المؤسسة ويضمن تركيز الموظفين على عملهم وإبداعهم فيه دون تشويش أو ارتباك أو طلب إجازات مرضية أو تأخر عن العمل صباحاً. هذا اجراء يضمن في الواقع ليس مجرد الانتاجية العالية وإنما كذلك الصحة الجيدة للموظفين وأيضاً عدم الحاحهم على زيادة أجورهم، فليس لهم ما يصرفونه عليها ويتطلب سيلاً لا ينقطع من الفلوس.

أقول تفصيلاً للموضوع، ان من الصالح للمؤسسة عندما تعلن عن شاغر لسكرتيرة أو موظفة أن تضيف إلى شروط العمل شرطاً بتوفر ما يكفي من القبح وإدراج تفاصيل ذلك مع شهادات ثبوتية وتصاوير فوتوغرافية وتقارير من مستخدميها السابقين تؤكد على عدم وقوع أي أحد في حبها، أو أي أحد دعاها إلى سينما أو مسرح أو عشاء. أنا واثق لو أن الإنجليز فعلوا مثل ذلك، لما فشلوا في دحر الفريق البرتغالي والفوز بكأس أوروبا. هذه كانت علتهم. اللاعبون محاطون بسكرتيرات حليوات.