المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب النزول لآية عبس وتولى برأى العلماء والمفسرين



لا يوجد
04-20-2003, 10:22 PM
فى تفسير مجمع البيان يستعرض الشيخ أبى على الطبرسى وهو من كبار علماء الأمامية فى القرن السادس الهجرى ، أى أن الكتاب تم تأليفه منذ 800 سنة تقريبا من زماننا الحالى مؤلف هذا التفسير مجمع البيان يشرح أسباب النزول ويطرح رأى المعارضين لتفسير الآية فى كون أنها نزلت فى النبى الأعظم …ولكنه عندما يتكلم عن رأيه الشخصى يؤيد فكرة أن الآية نزلت بالنبى ويبرر أن العبوس ليس ذنبا خاصة أنه كان مع أعمى فهو لا يؤثر على نفسية الطرف المقابل حتى لو كان إنبساطا وليس عبوسا ، وكذلك يؤيد كلامه بالحديث الوارد عن رسول الله عندما كان يصادف إبن إبى مكتوم وهو الشخص الأعمى فيخاطبه النبى بقوله ( مرحبا بمن عاتبنى فيه ربى ) …المهم يقول مؤلف التفسير بالنص مايلى :

" وقد روى عن الصادق (ع) أنها نزلت فى رجل من بنى أمية كان عند النبى ( ص) فجاء إبن أبى مكتوم فلما تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه فإن قيل فلو صح الخبر الأول هل يكون العبوس ذنبا أم لا فالجواب أن العبوس والإنبساط مع الأعمى سواء ، إذ لا يشق عليه ذلك فلا يكون ذنبا فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك ( ص) ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق وينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد ويعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه أولى من تأليف المشرك طمعا فى إيمانه ".

أراء علماء آخرين :

العلامة محمد جواد مغنية فى تفسيره المسمى ( الكاشف :510 ) يقول بالنص ما يلى مؤيدا التفسير القائل بأن الآية نزلت بالنبى ( ص ) فيقول:

"هذا ماذهب إليه أكثر المفسرين وله وجه أرجح وأقوى من الوجه الأول"

ويرى أنه " لا لوم ولا عتاب على النبى ولا على الأعمى فى هذه الآيات ، وإنما هى فى واقعها تحقير وتوبيخ للمشركين الذين أقبل عليهم النبى ، بقصد أن يستميلهم ويرغبهم فى الإسلام "

ولا أريد الإطالة على السادة القراء الذين يمكنهم مراجعة مصادر وآراء أخرى للسادة العلماء من أمثال التالية أسمائهم :

السيد محسن الحكيم كتاب أعيان الشيعة الجزء الأول
هاشم معروف الحسنى كتاب سيرة المصطفى 196-197
السيد محمود الطالقانى تفسير برتوى از قرآن ج30 صفحة 124-125
الشيخ ناصر مكارم الشيرازى كتاب تفسير الأمثل ج19 صفحة 364
السيد كاظم الحائرى كتاب الإمامة وقيادة المجتمع 95 – 98
الشيخ جعفر سبحانى كتاب مفاهيم قرآنية
وعلماء آخرين كثيرين....

إلا أننى سوف أنهى مقالتى بما يقوله المفسر المعاصر يعسوب الدين الجويبارى فى تفسيره المسمى ( البصائر ) وهو من أضخم وأكبر التفاسير التى كتبت حيث يتألف من ستون مجلدا ، يقول مايلى مؤيدا :

" ليس فى هذا شىء ينافى خلقه ( ص) العظيم ، أو يناقض العصمة النبوية كما زعم بعض القشريـيـن من المفسرين ، ولا فيه من ترفيع أهل الدنيا وأصحاب الرئاسة وضعة أهل الآخرة وأصحاب التقوى والهداية على زعم بعض المفسرين " ج 52 صفحة 272

وبودى التسائل هنا هل العلامة الطبطبائى صاحب الميزان والطوسى والفيض الكاشانى وإبن شهراشوب من القشريين بنظر صاحب تفسير البصائر !

شاكر الموسوى الحسينى

هبة الله
04-21-2003, 10:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله ...

فيما يلي مقتطفات من تفسير الميزان .. للعلامة الطباطبائي ...

* بيان ...

وردت الروايات من طرق أهل السنة أن الآيات نزلت في قصة ابن أم مكتوم الأعمى .. دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده قوم من صناديد قريش يناجيهم في أمر الإسلام فعبس النبي عنه .. فعاتبه الله تعالى بهذه الآيات وفي بعض الأخبار من طرق الشيعة إشارة إلى ذلك ...

وفي بعض روايات الشيعة أن العابس المتولي رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل عليه ابن أم مكتوم فعبس الرجل وقبض وجهه فنزلت الآيات .. وسيوافيك تفصيل البحث عن ذلك في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى ...

و كيف كان الأمر فغرض السورة عتاب من يقدم الأغنياء والمترفين على الضعفاء والمساكين من المؤمنين فيرفع أهل الدنيا ويضع أهل الآخرة .. ثم ينجر الكلام إلى الإشارة إلى هوان أمر الإنسان في خلقه وتناهيه في الحاجة إلى تدبير أمره وكفره مع ذلك بنعم ربه وتدبيره العظيم لأمره وتتخلص إلى ذكر بعثه وجزائه إنذارا .. والسورة مكية بلا كلام ...

وفي الآيات الأربع الأولى عتاب شديد ويزيد الشدة بإتيان الآيتين الأوليين في سياق " الغيبة " لما فيه من الإعراض عن المشافهة والدلالة على تشديد الإنكار وإتيان الآيتين الأخيرتين في سياق الخطاب لما فيه من تشديد التوبيخ وإلزام الحجة بسبب المواجهة بعد الإعراض والتقريع من غير واسطة ...

وفي التعبير عن الجائي بالأعمى مزيدا من التوبيخ لما أن المحتاج الساعي في حاجته إذا كان أعمى فاقدا للبصر وكانت حاجته في دينه دعته إلى السعي فيها خشية الله كان من الحري أن يرحم ويخص بمزيد الإقبال والتعطف لا أن ينقبض و يعرض عنه ...

وقيل .. بناء على كون المراد بالمعاتب هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .. أن في التعبير عنه أولا بضمير " الغيبة " إجلالا له لإيهام أن من صدر عنه العبوس والتولي غيره (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه لا يصدر مثله عن مثله، وثانيا بضمير الخطاب إجلالا له أيضا لما فيه من الإيناس بعد الإيحاش والإقبال بعد الإعراض ...

* بحث روائي ...

في المجمع، قيل : نزلت الآيات في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي .. و ذلك أنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا وأمية بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم .. فقال : يا رسول الله أقرئني و علمني مما علمك الله فجعل يناديه و يكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقطعه كلامه وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فنزلت الآيات ...

و كان رسول الله بعد ذلك يكرمه، وإذا رآه قال : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، و يقول له : هل لك من حاجة ؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين ...

أقول : روى السيوطي في الدر المنثور القصة عن عائشة وأنس وابن عباس على اختلاف يسير وما أورده الطبرسي محصل الروايات ...

و ليست الآيات ظاهرة الدلالة على أن المراد بها هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه بل فيها ما يدل على أن المعنى بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ...

ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة كما عن المرتضى رحمه الله ...

وقد عظم الله خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال .. و هو قبل نزول هذه السورة : «و إنك لعلى خلق عظيم» والآية واقعة في سورة «ن» التي اتفقت الروايات المبينة لترتيب نزول السور على أنها نزلت بعد سورة اقرأ باسم ربك، فكيف يعقل أن يعظم الله خلقه في أول بعثته ويطلق القول في ذلك ثم يعود فيعاتبه على بعض ما ظهر من أعماله الخلقية ويذمه بمثل التصدي للأغنياء وإن كفروا .. والتلهي عن الفقراء و إن آمنوا واسترشدوا ...

و قال تعالى أيضا : «و أنذر عشيرتك الأقربين و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين» الشعراء : 215 .. فأمره بخفض الجناح للمؤمنين والسورة من السور المكية و الآية في سياق قوله : «و أنذر عشيرتك الأقربين» النازل في أوائل الدعوة ...

و كذا قوله : «لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين» الحجر : 88 .. وفي سياق الآية قوله: «فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين» الحجر : 94 .. النازل في أول الدعوة العلنية فكيف يتصور منه (صلى الله عليه وآله وسلم) العبوس و الإعراض عن المؤمنين وقد أمر باحترام إيمانهم وخفض الجناح وأن لا يمد عينيه إلى دنيا أهل الدنيا ...

على أن قبح ترجيح غنى الغني - و ليس ملاكا لشيء من الفضل - على كمال الفقير وصلاحه بالعبوس والإعراض عن الفقير .. والإقبال على الغني لغناه قبح عقلي مناف لكريم الخلق الإنساني لا يحتاج في لزوم التجنب عنه إلى نهي لفظي ...

و بهذا وما تقدمه يظهر الجواب عما قيل : إن الله سبحانه لم ينهه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن هذا الفعل إلا في هذا الوقت فلا يكون معصية منه إلا بعده وأما قبل النهي فلا ...

و ذلك أن دعوى أنه تعالى لم ينهه إلا في هذا الوقت تحكم ممنوع، و لو سلم فالعقل حاكم بقبحه ومعه ينافي صدوره كريم الخلق وقد عظم الله خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل ذلك إذ قال : «و إنك لعلى خلق عظيم» وأطلق القول، والخلق ملكة لا تتخلف عن الفعل المناسب لها ...

وعن الصادق (عليه السلام) على ما في المجمع : أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه و جمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه ...

وفي المجمع، وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحبا مرحبا و الله لا يعاتبني الله فيك أبدا، و كان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يفعل به ...

أقول : الكلام فيه كالكلام فيما تقدمه، و معنى قوله : حتى أنه كان يكف «إلخ» أنه كان يكف عن الحضور عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكثرة صنيعه (صلى الله عليه وآله وسلم) به انفعالا منه وخجلا ...

المصدر : http://www.holyquran.net