المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الصدر نحو الحسم النهائي.. والسلمي



على
08-09-2004, 10:26 AM
بعد تأكيد أنه ليس مستهدفا

بغداد - نزار حاتم:

المواجهات الدائرة في مدينة النجف وبعض المحافظات الاخرى بين «جيش المهدي» التابع للسيد مقتدى الصدر والقوات الاميركية لم تثن تداعياتها المرة غالبية الشعب العراقي عن السؤال عما ستفضي اليه هذه المواجهات؟

ما الذي ستنتهي اليه هذه العواصف الدموية من نتائج غير الراهنة المتمثلة بنزف الدماء، وسقوط الضحايا والجرحى، وزيادة الخراب والدمار في البنية التحتية التي هشمها النظام السابق.

الى اين تمضي كرة النار التي يتبادلها الطرفان المتنازعان فتحرق الاخضر واليابس؟

هذه الاسئلة وغيرها باتت تمثل الهم الاكبر للعراقيين بسبب احساسهم المرير بخيبة الامل، وانطفاء الاماني التي ما ان يعولوا على خطوة باتجاه تحقيقها، حتى تأتي الفوضى الامنية فتلقمها للنار والريح.

الجهات المعنية - رسميا - هي المسؤولة عن ايجاد الحلول وللاجابة على مثل هذه التساؤلات التي يمطرنا بها اصحابها دون كلل او ملل، فلم نجد بدا من محاولاتنا تقصي الحقائق المتعلقة بالاهم الذي يفرض حضوره على الساحة العراقية، والذي يتمثل - راهنا - بأزمة النجف.

لقد كانت «القبس» سباقة في رصد الخلافات الداخلية بين الصدر وبعض قيادييه المعتمدين، كما كانت ألمحت الى وجود عناصر تابعة للنظام السابق، واخرى تسيرها قوى خارجية، استطاعت ومنذ زمن بعيد الاندساس داخل التيار الصدري لتجعل منه مصدرا لاشاعة القلق والفوضى الامنية.


بعض الاتباع هم المستهدفون
هذه الاشكالية بدأت ملامحها تتضح في ظل الازمة الراهنة، حيث اكد عدد من اعضاء البيت الشيعي الساعين الى احتوائها في اتصالات اجرتها «القبس» ان الصدر ليس مستهدفا بكل ما يجري، واضافوا «اما بعض اتباعه العاملين ضده وضد مصالح البلد - من حيث يدري او لا يدري - فلا يمكن التعامل معهم بغير لغة القوة».

واشار رئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده - امس الاول - الى امكان الصدر خوض الانتخابات العامة، وتأكيده على ضرورة التخلص ممن وصفهم بـ «الطغاة الجدد» انما يمثل قناعة قد توصلت اليها الجهات الرسمية بضرورة التمييز بين الصدر وبعض اتباعه المشتبه فيهم.

وعلى اساس هذا التمييز تجري حاليا مساعي الوسطاء من اعضاء البيت الشيعي وغيرهم من مسؤولي القوى السياسية ورجال الدين لاحتواء الازمة التي يرجح المتابعون احتواءها - جذريا هذه المرة - بعد توصل كافة الفرقاء الى قناعة مشتركة بوجود اصابع وقوى دخيلة تتستر بعباءة الصدر من اجل تحقيق اهدافها على حساب مصلحة الشعب والوطن.

وحسب مصادر عليمة فان الوسطاء سوف يواجهون الصدر بقناعتهم المشار اليها، ويسألونه ان يتعامل معها بحزم اذا ما كان راغبا فعلا بعدم اثارة الازمات.