المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «ووترغيت» نيكسون.. مرور 30 عاما على أشهر فضائح أميركا



مجاهدون
08-08-2004, 12:40 AM
واشنطن ـ أ.ف.ب:

http://www.asharqalawsat.com/2004/08/07/images/news.248989.jpg

مضت 30 سنة على استقالة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون في خضم دعوى لإقالته بسبب دوره في فضيحة «ووترغيت»، أشهر وأولى الفضائح من نوعها في التاريخ الاميركي، وهي الاستقالة التي قدمها في التاسع من اغسطس (اب) 1974.

وبذلك أسدل هذا الجمهوري، الذي انتخب رئيسا عام 1968 وأعيد انتخابه في 1972، الستار على واحدة من أخطر الازمات في تاريخ الولايات المتحدة. وتعود القضية الى 17 يونيو (حزيران) 1972، حين ضبط خمسة «دخلاء» في مقر الحزب الديمقراطي الرئيسي في مبنى «ووترغيت» في واشنطن. واتضح انهم تسللوا لإصلاح تجهيزات تنصت وضعت في المكان قبل ثلاثة اسابيع.

وقد خرجت الفضيحة الى العلن بعد بضعة أشهر على الصفحات الاولى للصحف. وسرعان ما أدت في اكتوبر (تشرين الاول) 1973 الى رفع دعوى لإقالة الرئيس المتهم بتورطه المباشر في قضية التنصت غير الشرعي على المكالمات الهاتفية.

وفي 24 يوليو (تموز) 1974، أمرته المحكمة العليا بأن يسلم الى القضاء تسجيلات مكالماته الخاصة التي تثبت انه نسق من يونيو جهود البيت الابيض لعرقلة القضاء وانه كذب على الشعب الاميركي. وبعد ثلاثة ايام، أوصت الهيئة القضائية لمجلس النواب بإقالة الرئيس واعتمدت ثلاث تهم وجهت إليه، وهي: استغلال نفوذه، وعرقلة مسار القضاء، وعدم الانصياع له.

ويعتبر نيكسون الرئيس الاميركي الوحيد الذي استقال من منصبه في التاريخ الاميركي. اما الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون فقد واجه هو ايضا دعوى لإقالته عام 1999 لحنث اليمين وعرقلة القضاء في ما يتعلق بفضيحة مونيكا لوينسكي، وهي متمرنة في البيت الابيض أقام معها كلينتون علاقة غير شرعية، لكن مجلس الشيوخ برأه في النهاية.

وتوفي ريتشارد نيكسون منذ 10 سنوات عن 81 عاما. لكن استقالته ما زالت محفورة في ذاكرة الاميركيين الذين نسوا باقي ميراثه الرئاسي. ووفقا لالن ليشتمان، الاستاذ في التاريخ السياسي في الجامعة الاميركية بواشنطن، فقد خلفت هذه الاستقالة وفضيحة «ووترغيت» بعض «الريبة» في الرأي العام الاميركي ازاء السياسة والرئاسة.

ويقول جورج ادواردز، أستاذ في قسم العلوم السياسية في احدى جامعات تكساس، ان هذه الفضيحة «قللت على الأرجح احترام الرأي العام لمنصب الرئيس، مما زعزع ثقة الناس في المؤسسات لبعض الوقت. مع ان هذه الثقة لم تكن قوية، على اية حال، بسبب قضية فيتنام والغليان السياسي الذي شهدته الستينات».

ووفقا لستيفن هيس، الخبير السياسي في مؤسسة بروكينغز، فإن وظيفة الرئيس «لم تتأثر طويلا» من هذه الاستقالة المخزية وأعادت تأكيد سلطتها لا سيما في عهد رونالد ريغان (1981 ـ 1989).

ويقول جورج ادواردز ان فضيحة ووترغيت «جعلت الصحافة أقل احتراما للرئيس». ويشير ستيفن هيس الى ان وسائل الاعلام «أظهرت أن بإمكانها تأدية دور المحققين». غير انه يرى ان وسائل الاعلام اصبحت اليوم بعد مرور 30 سنة أقل تيقظا ازاء السلطة الرئاسية بسبب «الضغوط المالية» التي تمارس بحقها.

أما «الحنجرة العميقة»، أي المخبر الذي أتاح لصحافيي «واشنطن بوست» بوب وودوارد وكارل برنستين الكشف عن فضيحة «ووترغيت» فلا يزال مجهول الهوية. وقد وعد هـــذان الصحافيان بعدم الافصـــاح عـــن هويته طالمــا ظل على قيد الحياة.