المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلاب لبنانيون يمتهنون البيع المتجول ليدفعوا مصاريف دراستهم



على
08-03-2004, 11:26 AM
لم تتوان شريحة من الطلاب اللبنانيين عن البيع على الطرقات لتأمين قسطها المدرسي او الجامعي، معتبرة انها «أحق من غيرها» بالانتشار على ارض وطنها لدعم موازنة اهلها.
وبات من المألوف حاليا في الشوارع الرئيسية في منطقة سن الفيل او الدكوانة او الحمراء وغيرها من المناطق في بيروت وضواحيها، ان يلفتك عدد لا يستهان به من الشباب اللبناني الذي يدق على زجاج نافذة سيارتك او يقترب منك بكل تهذيب، عارضاً عليك شراء سلعة بسيطة، ليتمكن من متابعة دراسته بعد ان عجز أهله عن تأمين قسطه المدرسي او الجامعي.

ويقول أ. يوسف انه لا يخجل من ممارسة هذا العمل رغم الانتقادات اللاذعة التي يواجهها من جيرانه وبعض اصدقائه، معتبراً ان «الحاجة ام الاختراع والكفاح لا يستثني احداً». اما غ. عادل، وهو في السابعة عشر من عمره، والذي يحمل قوارير صغيرة لنشر رائحة عطرة في السيارات، فلا يتوانى عن التصريح، وبصوت عال، بأنه لبناني حتى لا يلاقي الاهمال من قبل البعض ويقول: «الشغل مش عيب، وبممارستنا لهذا النوع من العمل قد نضع حداً لغزو جنسيات اخرى تمارسه على ارضنا».

والمعروف ان بعض الباعة الجوالين من جنسيات مختلفة ينتشرون في عدد من المناطق اللبنانية، حيث يمارسون التجارة الحرة، من دون إذن رسمي، وأحياناً يتسبب هؤلاء في زحمة سير، كما انهم لا يتوانون عن الالتصاق بالسيارات ويطلبون من السائق شراء طقم سكاكين او ساعات يد او حتى آلات حلاقة او دمية للاطفال. شريحة اخرى من الشبان راحت تمارس اعمالا اخرى في محطات الوقود، لتؤمن قسط دراستها كما حصل مع ابن عكار سيمون الذي يدرس المعلوماتية في احد المعاهد التقنية ويقول: «الافضلية للعمل في اي مركز او مكان تجاري، هي للشباب اللبناني».

ولجأت مجموعة اخرى من الطلاب الى بيع خبز المرقوق والكعك بالزعتر لتشجيع المنتجات اللبنانية من ناحية وتأمين حاجياتهم المادية من ناحية اخرى.
ويرفض رازي الحاج رئيس «جمعية شباب النهضة» اعتبار هذه الظاهرة صحية بل وصفها بنوع من الانحطاط الاجتماعي، لأن الدولة اللبنانية تهمل ابناءها ولا تؤمن لهم مجالات العمل المناسبة.

وينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة، اذ اعتبرتها نسبة منهم نوعاً من التسول الأنيق، فيما وجدتها شريحة اخرى انتصاراً للديمقراطية والشباب اللبناني معاً.