المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كوكب عطارد أكثر الكواكب المحاطة بالأسرار



المهدى
08-02-2004, 11:10 AM
بعد ثلاثين سنة على مهمة سفينة «مارينرـ10» تتوجه وكالة الطيران الفضاء الاميركية (ناسا) مجددا لاكتشاف كوكب عطارد المكتنف بالغموض والاسرار، باطلاق السفينة الفضائية «مسنجر» الى هذا الكوكب الاقرب من الشمس.

وسوف يقلع الصاروخ «دلتاـ2» الذي سيحمل المركبة «مسنجر» عند الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش من قاعدة كاب كانافيرال بفلوريدا، ليبدأ رحلة لعدة سنوات. وستقوم المركبة الفضائية بالتحليق ثلاث مرات فوق عطارد عامي 2008 و2009 قبل ان تستقر في مدارها في مارس (آذار) 2011، في رحلة تتجاوز فيها مسافة 9.7 مليار كلم فيما لا يبعد كوكب عطارد سوى 91 مليون كلم عن الأرض.

وقال اورلندو فيغيروا مدير قسم استكشاف النظام الشمسي في «ناسا» في مؤتمر صحافي عقده قبل عملية الاطلاق «انها مهمة طموحة، فمعرفة عطارد، وكيف يتشكل ويتطور، ضرورية لفهم كواكب ارضية اخرى مثل الزهرة والارض والمريخ». وقبل ثلاثين عاما حلقت السفينة الفضائية «مارينر 10» فوق عطارد لكنها لم تتمكن من تصوير سوى نصف الكوكب وتركت كثيرا من الاسئلة عالقة. وفي تلك الآونة لم تسمح المهمة بمعرفة كيف تشكل سطح عطارد. لكن «وبعد ثلاثين عاما يسمح لنا التقدم في مجال التقنية.. بالعودة الى الكوكب المحاط بالاسرار» كما قال فيغيروا.

وأعدت سفينة «مسنجر» بشكل خاص للصمود امام الظروف المناخية القاسية لعطارد بفضل تغليفها بالمادة الخزفية (السيراميك). وستوفر السفينة الفضائية اول صور للكوكب بمجمله كما ستجمع معلومات مفصلة جدا حول التاريخ الجيولوجي لعطارد وطبيعة جوه وحقله المغناطيسي. وستقوم السفينة التي تزن 2.1 طن ايضا بقياس حجمه وطبيعة باطنه.

ومنذ اطلاق «مارينر 10» يدرك العلماء ان عطارد كوكب يتميز بكثافة مماثلة لكوكب الارض، في حين انه ليس اكبر من القمر بكثير. ومناخ عطارد اقل قساوة من جميع الكواكب الارضية في النظام الشمسي. فمناخه يشهد تغيرات قصوى في درجات الحرارة مما قد يكون سمح ببقاء الطبقة الثلجية. وعند القطبين تتدنى درجات الحرارة عن 108 درجات مئوية تحت الصفر. والسؤال الكبير يكمن في «معرفة ما اذا كانت هناك ثلوج عند قطبي الكوكب الاقرب من الشمس» على حد قول المسؤول العلمي للمهمة الدكتور شون سولومون من معهد كارنيجي في واشنطن. واجمالا فان هذه المهمة ستسمح بفهم لماذا تطورت (الكواكب) بشكل مختلف رغم تماثل عملية تشكلها.

وستنقل المركبة الفضائية سبع ادوات علمية هي كما يلي نظام للتصوير وقياس الارتفاع ومناظير طيفية لقياس العناصر على سطح الكوكب ومقياس مغناطيسي ومنظاران طيفيان لقياس الغلاف الجوي والحقل المغناطيسي. وتكثر الاسئلة عن عطارد. لماذا يتألف الكوكب الاكثر كثافة في النظام الشمسي، بشكل رئيسي من الحديد؟ ولماذا يملك حقلا مغناطيسيا؟ وكيف يمكن ان يكون فيه ما يشبه الثلج عن قطبيه فيما هو الكوكب الاقرب من الشمس مع درجات حرارة خلال النهار قريبة من 450 درجة مئوية؟

ويأمل العلماء ان تحمل لهم مهمة «مسنجر» الاجوبة عن هذه الاسئلة لكن ليس قبل سنوات عدة بطبيعة الحال.