المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الرب ... أين أنت ؟؟؟



سمير
07-31-2004, 08:04 PM
كتابات - أيــــّوب

أيها الرب الذي في العلا ... سأفتح لك صدري ... وأفتح لك قلبي ... فاسمع صوتي ... لابد أن تسمع صوتي ... فأنت وحدك من أريده أن يسمع صوتي ...

أيها الرب العظيم ... لماذا أنت في السماء العلا ؟ ولا تسكن الأرض التي خلقتنا علينا .

لماذا لا أراك قربي ؟ بين شرياني وروحي .

هل لأني صبأت عن دينك ؟ كلا فأنا لم أخرج عن قانونك ، ولم أخالف تعليماتك ، وعملت بما أوصيتني به ، وأريد الحل ...

أريد النتيجة ... أريد الجائزة ... ألم تقل ...

... ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ...

فلماذا لا تمنّ علينا ؟

لقد استـُضعفنا ... وسُبينا ... وقتلنا شر قتلة ... وأخرجنا من ديارنا بغير حق ... ولم نكفر بك ... فأين نصرك المبين ؟... وأين إرثك الموعود ؟...

أيها الرب العظيم ... من صغرنا صلينا ... وصمنا ... فجعنا وعطشنا ... حتى حينما كنا في الزنازين الموحشة القاسية ما تركنا صلاتنا وصومنا ... وحتى على المشانق ... فارق أحبتنا الحياة قبل الغروب ولم يكسروا صومهم شوقاً للقاءك ... ثم كبرنا في بلد الظلم ... لا شربنا الخمر ولا زنينا ولا قربنا الفحشاء ... وكنا كما أردت منا ... لم نعصك في الكبائر ولم نقرب المحارم ... وجاهدنا وقاومنا ... ودفعنا أثماناً أنت وحدك أدرى بها ... هـُتكتْ أعراضنا ... ضاع شبابنا ... وتشوهت حياتنا ... وصرنا كسبايا الحروب الكافرة ...

وبعد أيها الرب ؟

طفنا ببيتك ... ورجمنا وسعينا وحلقنا وذبحنا ... ثم دعونا ... فأين كان جوابك ؟؟؟

أيها الرب العظيم ... لست بملحد أو ناكرٍ لوجودك ، لكني أسألك كما سألتك الملائكة

... أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟

... فقلتَ ...

إني أعلم ما لا تعلمون ...

فأي علمٍ كان عندك أيها الرب العظيم ؟...

أهذا الذي نراه كل يوم وليلة ؟

أم هذه الجثث التي لا يقف زمن تطايرها وهي تصطبغ بلون الدماء ؟

أيها الرب ... لـِمَ تحملنا أكثر مما حملت أنبيائك ؟ أعطني أسم نبي واحد جرى له ما جرى لنا ... أسم واحد ! لنبي هتك البعثيون عرضه أمام ناظريه ! أو أدخلوا ولده أمامه في مثرمة ! وطلبوا منه رشوة لكي يدخل الولد المسكين من جهة رأسه الى المثرمة لا من رجليه حتى لا يحس بالعذاب كثيرا ً ! فإن أعطيتني أسم النبي سأحتج عليك بأن هذا نبي ! ولسنا أنبياء ! لا نملك يقين الأنبياء أو صبر الأنبياء !

أيها الرب ... ألم تمتلأ جنتك بالعراقيين ؟ ألم تتعب الملائكة من بناء القصور للمقطعين الأشلاء ؟

أيها الرب ... لـِمَ لا تأتي إلينا ؟ وتعتني بنا ، وتمسح على رؤوسنا وتحمينا من هذه الحملات . هل ما زال في القدر أكثر ؟ هل ستنتظر حتى يقتلوا المزيد ؟

أيها الرب ... لـِمَ لا تكتمل فرحتنا ؟

لـِمَ تبق غصة في صدورنا ؟

لـِمَ لا يقف النزيف ؟

لـِمَ لا توقف ... أنت ... النزيف ؟

أيها الرب ... سؤالي واضح جداً ... ما هذا الذي يحدث في بلدي ؟

لم يموت كل يوم من شعبي الكثير ؟ وأي ميتة رهيبة !

هل هذه كما يقول العرفانيون السفلة بأنها من علامات الظهور ؟ فلماذا علامات الظهور فقط على ظهورنا ؟ وأي حكمة من هذا الرعب الدامي في بلدي ؟ وبلدان العالم تنام وهي قريرة عين .

أنا لا أفهم أيها الرب وأطلب أن تفهمني ...

أيها الرب ... لم هذا العذاب الذي لا يطاق ؟ لا تقل لي إنه الاحتلال ! ولا تقل لي إنه الغزو ! فنحن انتظرناك طويلاً حتى استيأسنا من قدومك أنت والملائكة ! ولو جاءنا الشيطان وجنوده يفاوضنا على الصفقة لرضينا !

أيها الرب ... لم ختمت النبوة وأوقفت سيل الأنبياء ؟ فهل ارتاحت البشرية من ظلم الفجار ؟ أن شعبي يحتاج الى ألف نبي لتحل قضيته ! فالزرقاوي يحتاج نبياً ... بل عشرة ... والإرهاب أنبياء ... والبعثية القساة أنبياء ... والضاري والجنابي والشيطاني بحاجة الى أنبياء ليقاوموهم ... وإيران بحاجة الى مئة نبي ... نحن شعب ضعيف ... صدقني أيها الرب العظيم فنحن شعب للتو خرج للحياة القاسية وتريده أن يبيد هؤلاء !

لا .. لا .. أيها الرب ... سأعلن هزيمتي إن كان هذا العلاج !

نعم وليعد الضاري الى الحكم ! وليعد القتلة الى قتلنا ! ولتعود سنين الظلم كما كانت ! ولنباد بالأسلحة التي حرمت في الأرض والسماء ! ولتعود ألف حلبجة ! وألف أنفال ! ومسيرة الملايين المسفرين على حقول الألغام ! ولتمتلأ السجون ! وتنتهك الأعراض ! وألف ألف جريمة من ساعة الى ساعة !

فإن كان هذا في لوحك المحفوظ !

فإني أيها الرب العظيم سأبحث عن ربٍ آخر !!!

أيها الرب العظيم ... رحل أجدادنا وآباءنا بحسرة زوال الطغاة ، فهل نرحل بحسرة الحرية ؟

لم لا تعطينا الحرية كاملة ؟

أليس كل أمرٍ في الأرض والسماء بيدك ؟

لـِمَ ارتاح الغرب الكافر بك بعد الحرب العظمى ؟ إنهم لا يعترفون بك ! أو بقدرتك ! أفهكذا تريدنا ؟ وحقك لا أدري ! ولماذا ارتاحت الكويت بعد التحرير ؟ وصاروا ينامون الليل . لـِمَ لم ترحنا من الإرهاب أيها الرب ؟

هل السبب فينا ؟

ماذا فينا ؟

أخبرني ؟

ما قصورنا ؟

ما ذنبنا ؟

لا أدري متى سيأتيني جوابك ؟

أحينما أكون على فراش الموت القريب ؟

أم أنك سترسل إلي من سيحاسبونني ؟

أعرف كل الأجوبة ... من ربي ... ومن نبييّ ... وكتابي ... وقبلتي ...

لكن على ملائكتك أن يجيبوني !

لـِمَ لا يحاسبون القتلة ؟

لـِمَ لا يقتصون من السفلة ؟

لـِمَ كل العالم المسلم يصفق لهم ؟ والعالم الكافر بك لا يرضى بهم !

هل على عقيدتنا يحاسبوننا ؟

أم على قوميتنا يحاربوننا ؟

أكرادا ً كنا أم تركمان أم مسيحين أم شيعة أم صابئة ! نحن كلنا أبناء نبيك آدم ...

فلم لا ترحم أولاد الأنبياء ؟

أيها الرب العظيم ... متى الفرج ؟ متى يقف الدم ؟

أرسل إلينا أيّ إشارة ... فالألم الذي فينا يطحننا وسنموت قبل أواننا ... نريد أن نرجع الى أوطاننا ... أفلا ترحم غربتنا ؟ ألست أرحم بالعباد من أمهاتهم ؟ فأرنا هذه الرحمة وألجم أهل الجريمة ، فمع كل صباح جديد هم يعدون لغزوة جديدة ، وسيقتلون المزيد المزيد من شعبنا .

أيها الرب ... لا أضنك تقبل بهم بدلا عنا ، فإنهم يدّعون توحيدك ويذبحون الإنسان ، ويكبّرون باسمك ويسفكون الدماء .

أيها الرب العظيم ... بلدي في خطر ... شعبي يموت ... الخطر قادم ... لا تمنحهم الفرصة ... بل كن معنا ... أيها الرب العظيم ... إنك إن لا تنصر شعبي لن تـُعبد بعد اليوم في العراق