المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرجع فضل الله يواجه فتاوى التخريب لمشاريعه الخيرية بافتتاح مبرة مريم ومهنية البتول



سيد مرحوم
07-21-2004, 03:11 PM
http://tahqeq.jeeran.com/5555599999.jpg


زار الجنوب ووضع حجر الأساس لمهنية في جويا
فضل الله: كلنا نسرق ونتحدث عن الإصلاح، والفساد يعيش حتى في المجتمع الأهلي

رعى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حفل افتتاح المبنى الجديد لمبرة السيدة مريم(ع)، ووضع الحجر الأساس لمهنية الصدّيقة البتول في بلدة جويا ـ قضاء صور في الجنوب.

زار سماحته الجنوب حيث أقيم احتفالٌ حاشد في جويا حضره النائب علي بزي ممثلاً الرئيس نبيه بري، والعلامة السيد علي الأمين والنواب: محمد رعد، علي الخليل، عبد اللطيف الزين، علي خريس، ياسين جابر، والمسؤول السياسي لحزب الله في الجنوب الشيخ خضر نور الدين، وقائمقام صور حسين قبلان، وممثل لقائد الجيش، وتحدث السيد حسن حسن باسم جمعية المبرات الخيرية، فقال: نلتقي اليوم لنقدم لأهلنا الأعزاء بعضاً من وفاءٍ لصبرهم وجهادهم وتضحياتهم الكبيرة.

وأشار إلى أن جمعية المبرات الخيرية كانت قد بدأت باستقبال اليتيمات في الأعوام التي خلت في مبنى مدرسة الإمام جعفر الصادق(ع)، وسوف تتكامل المبرة الجديدة مع مبرة الإمام علي(ع) في معروب، التي تحتضن الأيتام ومع بقية مؤسسات الجمعية في الجنوب وبقية لبنان.

وأكد أن وجود هذه المؤسسات يساهم في تفعيل الوضع الاقتصادي، ويحدّ من الهجرة، وهي ليست لفئة أو لمذهب، بل لكل الذين يعملون للإنسان ويؤمنون بالتعايش على أساس المبادىء التي دعا إليها الأنبياء والرسل.


http://tahqeq.jeeran.com/5555556666666.jpg


فضـل اللـه

وبعد كلمة ترحيبية من رئيس بلدية جويا ساري فضل الله، وكانت لعائلة المرحوم علي حبيب جعفر ـ التي تبرّعت بالمبنى ـ كلمة ألقاها حبيب جعفر وأشاد فيها بجهود السيد فضل الله العلمية والاجتماعية، تلاها قصيدة للشاعر أنطوان سعادة، ثم ألقى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله كلمة جاء فيها:

تعالوا نتشارك في الإنسانية، لأننا عندما نعيش إنسانيتنا في العمق فإن الإنسانية تتسع بنا حتى لا يبقى هناك حاجزٌ بين إنسان وإنسان، تعالوا نتشارك في الإنسانية لينفتح القلب على القلب والعقل على العقل، ولتنطلق الطاقات لتبدع للحياة فكراً جديداً وحركة جديدة.

أضاف: إننا نعيش في عالم تتحرك فيه العصبية التي تغلق العقل فينتج فكراً متعصباً ويغلق قلبه فينتج عاطفة متعصبة، نحبس ذلك كله في عصبياتنا، فلا ننفتح على فكر خلاق للكون كله، ولا على عاطفة تزحف لتملأ كل القلوب حيوية وطاقة تتحرك لتنتج الحياة...
وتابع: نحن نختلف في انتماءاتنا، سواء كانت سياسية أم اجتماعية أو ما إلى ذلك، لنتنوع في انتماءاتنا، ولكن علينا في حركة التنوع أن نبحث عن الكلمة السواء والقواسم المشتركة، لماذا لا نتعلم كيف نحرك انتماءاتنا في خط الإيجاب لا في خط السلب، وقبل ذلك علينا أن نتعلم كيف ندير خلافاتنا ونبرمجها ونحركها لننطلق إلى النتائج الإيجابية على مستوى تقارب الفكر.. نحن ـ خصوصاً في الشرق ـ تدمرنا انتماءاتنا السياسية، لا لأن السياسة تدمر، فالسياسة عندما تتحرك في خط الخير تكون للبناء لا للهدم، ولكننا أعطينا السياسة معنى العصبية عندما تبدأ منهجاً وفكراً ثم تتحول إلى كهف ومغارة، وعندما يتحول التنظيم إلى وسيلة لتحقيق أهداف شخصية.



وقال: إننا نتحدث في المناسبات السياسية والحزبية عن الإصلاح، ونرجم الفساد، ونتحدث عن المال العام، ولكن هل نحن نحترم المال العام في كل أطيافنا السياسية وفي مجتمعاتنا الأهلية التي نثقفها.. لقد عشنا في لبنان مشكلة المهجرين من خلال الحرب المشؤومة ومن خلال الاحتلال الإسرائيلي، ولكن لماذا لم تحل مشكلة المهجرين حتى الآن؟.. لأن الميزانية مهما كبرت لن تستطيع أن تحل هذه المشكلة.. إن البيت الذي يسكنه مهجر تسجل فيه العديد من العائلات، وتحرس هذه المسألة أغلب إن لم أقل كل الأحزاب، حتى أن بعض المسؤولين الصغار يخافون، لأن تهديداً يأتيهم من هنا وهناك يجعلهم يسيرون في هذا الخط.. ونحن لا ندري ماذا هناك في داخل مغارة الكهرباء، وهو ملف يفتح في كل يوم ليغلق أو لا يفتح في يوم آخر.. ولكن إحدى مشاكل الكهرباء أن الناس لا تلتزم بالانضباط في دفع ما يتوجب عليها، ويحدثونك عن الضرائب المجحفة، فإذا كانت المسألة كذلك فعلى المجلس النيابي ومجلس الوزراء أن يتحسسوا ذلك لتتبدل التعرفة وتتغير الضريبة، لا أن يكون الحل هو سرقة الكهرباء.. سرقة الكهرباء، سرقة المياه، سرقة التلفونات، ثم هناك جهات كبرى تنادي بالإصلاح وتصادر المخابرات الدولية، فمن الذي يسرق إذن؟.. كلنا نسرق ونتحدث عن الإصلاح؟! فالقضية ليست أن هناك طقماً سياسياً يعيش الفساد والهدر، ولكن المسألة تتحرك حتى في المجتمع الأهلي والمدني، فهل نقول: "كما تكونون يولّى عليكم".. نحن لا نريد أن نوزع الاتهامات على أحد، لكن نريد للذين يحاضرون فينا عن العفة والأمانة أن يعيدوا النظر في محاضراتهم.


http://tahqeq.jeeran.com/5555555777777.jpg

وأضاف: إذا أرادت الأحزاب والقيادات والشخصيات السياسية وحتى الدينية ـ لأنه لا مقدسات لأحد ـ أن تصلح المجتمع فعليها أن تبدأ بالإصلاح ذاتياً، أن تصلح برامجها ومناهجها وشخصياتها، لأننا نشهد دفاعاً عمن ينتمي إلينا بصرف النظر عما إذا كان محقاً أو ليس بمحق... نحن ننادي بالحرية. ويحدثونك عن أهمية كلمة الحق في مواجهة الحاكم أو المسؤول، ولكن قولوا لي في أكثر المؤسسات السياسية والتنظيمية أي شخص في داخل هذه المؤسسة أو تلك يستطيع أن ينتقد القيادات... ثم يحدثونك عن الديمقراطية، فهل نملك في كثير من مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسية ديمقراطية، هل هناك تداول للسلطة في هذه المؤسسات؟، نحن ننتقد العالم العربي لأنه ليس فيه تداول للسلطة، ولكن ليس هناك في الكثير من الأحزاب تداول للسلطة من المهد إلى اللحد...

لست في مقام توزيع الاتهامات، ولكن مشكلتنا هي أن الاستكبار العالمي يشفق علينا من هذا الفساد ثم يحاول أن يقدم لنا المشاريع لمصلحته، كمشروع الشرق الأوسط الكبير والإصلاح، ونحن نعرف بأن أمريكا لا تريد إصلاحاً يهدد مصالحها ولا تريد ديمقراطية تهدد مصالحها، ولكن لماذا نحن لا نريد لأنفسنا الإصلاح والخلاص من الفساد.. لقد استمعنا إلى الكذبة الكبرى في أمريكا وبريطانيا حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، وإلى المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين يتحدثون عن فساد أجهزة المخابرات عندهم، ولكن قولوا لي: مَن مِن الكبار والصغار يملك أن يكشف كذبة مسؤول أمني صغير في عالمنا العربي والإسلامي الذي تحكمه المخابرات وقوانين الطوارىء.


مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:1 جمادى الثانية 1425 هـ الموافق في 19 تموز - يوليو 2004 م