المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مليار دولار.. للزرقاوي!



المهدى
07-21-2004, 12:09 PM
عدنان حسين

ما زالت الولايات المتحدة ترصد عشرة ملايين دولار ثمنا لرأس ابو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه بالوقوف وراء العديد من العمليات الارهابية في العراق وخارجه، بل ان اعضاء في الكونغرس طالبوا برفع هذه المكافأة الى 15 مليون دولار بعد ذبح المواطن الاميركي المدني نيكولاس بيرغ وبث عملية نحره عبر شبكة الإنترنت واعلان جماعات اصولية مسؤولية الزرقاوي عن هذه العملية ايضا، وهو ما لم ينفه الزرقاوي او أي من المقربين منه، افرادا ومنظمات.

بل ان سيديّ الزرقاوي ومعلميه، اسامة بن لادن وايمن الظواهري وسواهما من اساطين الارهاب، ما فتئوا يباركون كل اعمال القتل والتدمير الجارية في العراق وسائر بلاد العرب والمسلمين. وفي الواقع يستحق ابو مصعب الزرقاوي ان ترصد له الولايات المتحدة 50 مليون دولار، او حتى مليار دولار، ليس ثمنا لرأسه حيّا او ميتا، وانما مكافأة له عن الخدمات التي يقدمها متبرعا للولايات المتحدة واستراتيجيتها الكونية التي لا تقدر بثمن.

في لحظة افتضاح الممارسات الشنيعة للجنود الاميركيين ضد المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب، وهي ممارسات لم تختلف كثيرا عما كان يرتكبه نظام صدام في هذا السجن وعشرات غيره.. وفي ذروة التنديد الدولي بهذه الجريمة التي وضعت ادارة جورج بوش في مأزق حقيقي وكانت ستدفعها حتما الى ضبط استهتار قواتها في حق العراقيين وتعديل خطتها لاعادة سيادة منقوصة اليهم في 30 الشهر المقبل..

ومع تصاعد همجية ارئيل شارون ضد الشعب الفلسطيني، ذبح الزرقاوي المدني الاميركي، وامعن في فعلته المنكرة بتصوير عملية النحر وبثها عبر الإنترنت ليأخذ انتباه الرأي العام الدولي كله بعيدا جدا عن اوضاع العراق وفلسطين، بل انه ألحق بسمعة المسلمين والعرب وصمة عار من الصعب محوها في سنوات. كبار المسؤولين الاميركيين اعترفوا علنا بان فضيحة سجن ابو غريب الحقت اصابة بليغة بالولايات المتحدة وسمعتها ومشروعها للشرق الاوسط «الكبير» واستراتيجيتها الكونية برمتها.

وكان عليها ان تنفق عشرات ملايين الدولارات على المجهود الدعائي للتخفيف من آثار هذه الضربة وان تغيّر في سياساتها لمحو هذه الآثار، وهذا بدوره كان سيكلف مئات ملايين الدولارات. وخدمات ابو مصعب الزرقاوي للولايات المتحدة واسرائيل الشارونية لا تنتهي عند هذا الحد، ففي العراق مثلا تقدم اعمال القتل والتدمير التي يقوم بها هو وحلفاؤه من فلول نظام صدام وعصابات الجريمة المنظمة ـ وينضم الان اليهم مقتدى الصدر ـ الدليل بعد الدليل على «صحة» الحجة التي تتذرع بها الولايات المتحدة لتسليم سيادة منقوصة الى العراقيين والابقاء على قواتها في العراق، بل وجعل المؤسسات العسكرية والأمنية العراقية الجديدة تحت قيادة القوات الاميركية.

فاذا كانت اقوى قوة في العراق لا تستطيع حفظ الأمن في العراق كيف لقوة صغيرة ناشئة ان تحققه؟ اليس هذا ما يريد الاميركيون اقناعنا وغيرنا به؟ اليس هذا ما يؤكده عمليا الزرقاوي وبقايا البعثيين وعصابات الجريمة المنظمة و«جيش المهدي»؟ لو كنت انا الرئيس الاميركي جورج بوش لاستخدمت كل نفوذي لاقناع الكونغرس بمكافأة الزرقاوي وحلفائه بما لا يقل عن مليار دولار عدّاً ونقداً عن خدماتهم الكبرى للولايات المتحدة، وبالذات لمحافظيها الجدد وصاحبهم شارون، من ذبح بيرغ امام الكاميرا الى قتل 20 او 30 مدنيا عراقيا مع كل جندي اميركي يقتل واحيانا من دون ان يقتل أي جندي، وتدمير 10 او 20 بيتا ومحلا تجاريا وسيارة مدنية للعراقيين مع كل سيارة اميركية تدمر، واحيانا من دون ان تتدمر أي سيارة اميركية.


Asharqalawsat.com @ a.hussein