المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأخيرا رضخت أمريكا



لا يوجد
03-23-2003, 12:00 PM
الولايات المتحدة الأمريكية هى خير من تعرف من هو صدام حسين ، إلا أن العقلية المصلحية لدى الأمريكان هى التى أبقت صداما على رأس الحكم بالرغم من كل الجرائم التى إرتكبها وبالرغم من الشعارات التى يرفعها الأمريكيون دوما عن الحرية وحقوق الإنسان .

هناك ثلاثة مشاهد للقضية المطروحة ….. المشهد الأول فيه تدعم أمريكا صداما وهى تعلم من هو ، وذلك بغرض تنفيذ مصالح مشتركة بين الطرفين ومن أهم هذه المصالح هو محاربة المد الإسلامى وامتداداته الناتجة عن قيام الثورة الإسلامية فى إيران بهدف المحافظة على إستقرار الأنظمة الحليفة لواشنطن فى المنطقة وعلى رأسها النظام السعودى والمصرى.

المشهد الآخر هو أن صداما إنتهت صلاحيته بالنسبة للمصالح الأمريكية خاصة بعد غزوه للكويت والإدارة الأمريكية تود إحداث تغيير فى العراق وهو ما كان متاحا لها أثناء الإنتفاضة التى أعقبت تحرير دولة الكويت …. إلا أن الأمريكان رأوا الإبقاء على وجود صدام وحزبه حتى لا تقع السلطة فى أيدى إسلاميين شيعة قد يتحالفون مع العدوة اللدود لأمريكا وحلفائها وهى إيران.

المشهد الثالث هو قناعة وصلت إليها أمريكا مؤخرا وحلفائها وخاصة السعودية بعدم جدوى هذه المخاوف فى ظل النتائج المروعة لتصاعد التطرف الإسلامى السنى بقيادة بن لادن والتيار الذى أفرزه وهو التيار السلفى الوهابى وما ألحقه من أضرار كارثية بالولايات المتحدة الأمريكية نفسها .

النتيجة ، الحرب بدأت متأخرة لسنوات كثيرة بالنسبة لمصالح واشنطن
والتى باتت تحاول مسابقة الزمن لتعويض ما فاتها نتيجة سوء تقديرها للوضع ونتيجة لتدخل السعودية فى الإبقاء على صدام .

االوضع حاليا ينبأ بعواقب وخيمة والمرض الذى كان جاثما على صدر العراق أصبح مزمنا ، فهناك معارضة دوليه للتدخل الأمريكى وحلفاء الأمس فى حرب أفغانستان والقضية البوسنية وحرب تحرير الكويت ، هؤلاء الحلفاء أصبحوا اليوم على طرف نقيض من الغزو الأمريكى للعراق !

لقد كان دعم صدام فى الماضى جريمة… وإمداده بالكيماوى والبيولوجى جريمة…وغض النظر عن جرائم الحرب العراقية الإيرانية وخاصة مجزرة حلبجة جريمة… ودعوة الشعب العراقى للثورة ثم خذلانه جريمة… والصمت على المجازر التى حصلت للثوار جريمة… والتأخر كل هذه المدة لإزالة صدام جريمة !!

وكما يتبين من تسلسل الأحداث أن الصمت على هذه الجرائم قد جر على الشعب العراقى وشعوب المنطقة والمصالح الأمريكية نفسها ويلات وكوارث كانت أمريكا وحلفائها بغنى عنها …أنه منطق التاريخ التى لا يرحم أصحاب الحسابات الخاطئة حتى لو كانوا دولا عظمى !

ختاما لنأمل جميعا أن لا تتطور المواقف نحو الأسوأ !!

شاكر الموسوى الحسينى