المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار الشفاء الذاتي بالغذاء والحياة المتوازنة



مجاهدون
07-17-2004, 10:50 AM
السكر هو السم الأبيض الذي ندمر به أجسامنا


كثر الحديث مؤخرا عن الغذاء الطبيعي المتوازن أو ما يعرف بنظام غذاء الماكروبيوتيك وعلاقته بالصحة والشفاء الذاتي من الكثير من الأمراض المستعصية والمزمنة.
واليوم سنحاول تسليط الضوء على عنصر غذائي يدخل في جميع الأطعمة التي نتناولها يوميا ألا وهو السكر.. فما حكايته وما التأثيرات التي يحدثها في الجسم على المستوى الجسدي والنفسي والعقلي؟


ما السكر؟

يطلق السكر على المسحوق البلوري الأبيض الذي نضيفه إلى طعامنا لكي يضفي عليه طعما حلوا، قد نضيف منه بضع ملاعق صغار على مشروباتنا كالقهوة والشاي أو قد نكيل منه بالأكواب لصنع الحلويات والكيك. اما المعنى الآخر للسكر فذو دلالة كيميائية يندرج تحتها مجموعة السكريات البسيطة التي توجد طبيعيا في بعض الأطعمة مثل سكر اللاكتوز في الحليب وسكر الفركتوز في الفواكه والمالتوز في الحنطة. في الأغذية الطبيعية تأتي هذه السكريات مع مجموعة مساعدة من المغذيات كالمعادن والفيتامينات والبروتينات والألياف لتساعد في عملية الاستقلاب (الايض) في الجسم، لذا تسمى بالكربوهيدرات الطبيعية، ولا يشكل تناول السكريات الطبيعية من مصادرها كالحنطة والخضار والفواكه والبقول تأثيرا ضارا بالصحة، بل هو الطريقة المثلى لتلبية حاجاتنا الغذائية.

أين يوجد السكر؟

يعتقد الكثيرون اننا نتناول السكر عن سابق تعمد عندما نضيفه الى طعامنا وشرابنا، لكن هذا الاعتقاد خاطئ للأسف، فلقد اصبح السكر مكونا رئيسيا في كل ما نتناوله حتى ملح الطعام! فالسكر مكون رئيسي في المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة والشوكولاتة والكيك والحيوات والبسكويت والمعجنات والسكاكر ورقائق الفطور الجاهزة والخبز ومشتقات الألبان والأطعمة المعلبة والمخللات والصلصات حتى تبغ السجائر. اننا نستهلك السكر 30 مرة أكثر من أسلافنا، لأنهم لم يعاصروا حياة الأطعمة الجاهزة التي نعيشها، فهلا بدأنا نقرأ مكونات الأطعمة التي نشتريها؟ لو أصبح لدينا وعي كمستهلكين لأجبرنا المصنعين والموردين على احترام خياراتنا الغذائية.

كيف نحصل على السكر؟

يستخلص السكر من مصادر نباتية طبيعية كالبنجر أو قصب السكر، لكنه يمر بعمليات تكرير كثيرة يجري فيها التخلص من جميع المغذيات المساعدة التي تسهل عملية امتصاصه في الجسم. تبدأ عملية التصنيع بعصير القصب وفصل الألياف عن العصير، تجري بعد ذلك تصفية وتنقية العصير وتركيزه وغليه حتى يصبح بلوري الشكل، حتى نحصل على هذه البلورات من العصير المركز، تضاف مواد لتنقية المنتج منها ثنائي أكسيد الكبريت وحليب الليمون الحلو، وثنائي أكسيد الكربون والفحم المصنوع من حرق عظام الأبقار وكربونات الكالسيوم، ويعتقد معظم الناس ان التحول من استخدام السكر الأبيض إلى الأسمر هو انجاز يحسب لصالح صحتهم، ولكل أولئك نقول ان السكر الأسمر عبارة عن سكر أبيض أعيد له بعض من دبس القصب!

هل تعلمون انه لصنع ملعقة صغيرة من السكر نحتاج الى حبة بنجر ضخمة أو 3 أقدام من قصب السكر! وفي النهاية سنحصل على مستحضر كيميائي أشبه ما يكون بالعقاقير لا بالأغذية انه جرعة مركزة جدا من السكروز التي يحدث تناولها آثارا مأساوية في الجسم والعقل والشعور.

ما تأثيرات السكر؟

لا بد للجسم من ان يحافظ على مستوى ثابت للسكر في الدم لكي يتمكن من القيام بمهامه العضوية بكفاءة، فسكر الغلوكوز هو وقود الجسم الرئيسي، وبالذات للدماغ والجهاز العصبي، لذا فثبات مستوى الغلوكوز في الدم يمنح الجسم الطاقة والقوة الطبيعية التي يحتاجها، فيا ترى ماذا يحدث في الجسم عندما نتناول السكر؟ هل نحصل على هذه الطاقة الثابتة؟ الجواب: كلا.

ما يفعله السكر بالجسم هو تحفيز حالة من التأرجح المجنون في معدلات السكر بالدم بين صعود وهبوط. ألا يشعر معظمنا بنشاط زائد بعد تناول جرعة من السكر المكرر يعقبها حالة من الهبوط والخمول الزائد مما يدفعنا الى تناول جرعة منشطة أخرى، وهكذا دواليك؟

فما الميكانيكية الفسيولوجية التي يحدثها تناول السكر داخل الجسم؟

امتصاص السكر بسرعة في الدم

ارتفاع شديد لمستوى الغلوكوز بالدم

يفرز البنكرياس كميات انسولين كبيرة للتعامل مع الغلوكوز الزائد

يخزن الغلوكوز الزائد

على شكل غليكوجين في الكبد

انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم

صدمة السكر القوية تحفز البنكرياس لافراز المزيد من الانسولين

ينخفض مستوى الغلوكوز في الدم أكثر

تفرز الغدد الكظرية هرمونات تحول الغليكوجين الى غلوكوز مرة أخرى

ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم ثانية


هذه العملية تساعدنا في فهم ادماننا الدائم على تناول الحلويات والسكاكر والمنبهات والسجائر. كلها محاولات مؤقتة لرفع مستوى سكر الدم المنخفض باستمرار.

ان اعتمادنا على السكر كمصدر للطاقة أشبه ما يكون بتشغيل سيارة باستخدام وقود صواريخ! فهل يستحق جسمنا ان نرهقه بهذه الشكل. الجسم البشري مصمم لكي يعمل بكفاءة وقوة مدى حياته، لكن خياراتنا الغذائية غير الطبيعية تسهم في استهلاك الأعضاء والأجهزة بشكل مبالغ به، وتسبب عطبها المبكر وظهور الأمراض. العودة الى الخيارات الطبيعية الكاملة العضوية التي تلائم تصميم اجسامنا كفيلة باصلاح ما أفسدته يدانا، اذا ما تعلمنا الدرس باكرا وبدأنا عملية الانقاذ قبل فوات الأوان.

اضافة الى ارهاق البنكرياس في محاولاته الحثيثة لتنظيم مستوى السكر بالدم أمام مئات الكيلوات من السكر الذي نستهلكه، فان السكر أيضا يسبب:

ـ حموضة الدم: مما يتيح المجال واسعا امام البكتيريا والجراثيم للنمو والتكاثر.

ـ استنزاف المعادن من الجسم لا سيما الحديد والفوسفور.

ـ استنزاف الفيتامينات من الجسم خصوصا مجموعة فيتامينات ب

ـ استنزاف الكالسيوم من العظام والأسنان: مما يسبب هشاشة العظام وتسوس الأسنان وتساقط الشعر.

ـ تركيز الكوليسترول بالدم.

ـ يؤثر سلبا على وظائف الكلى والمثانة والأجهزة التناسلية.

ـ يعطل امتصاص البروتين.

هذا على سبيل ذكر الأمثلة، وليس تعداد جميع الآثار السلبية للسكر.

هل يجب ان ننتظر حتى يصاب المزيد منا بالسكر، أو انخفاض السكر بالدم لكي نتحرك؟ هل يجب ان ننتظر حتى يصاب المزيد بالسرطان أو بالاحباط أو بالاضطرابات النفسية؟ ان حالات الهياج العصبي والتوتر والعصبية التي نعانيها احد اسبابها ادماننا على السكر.

أوضح الأمثلة نراها يوميا في السرعة الجنونية التي يقود بها الناس في حرب الشوارع والحوادث المرورية التي يروح ضحيتها شباب في عمر الزهور. فهلا قللنا من استخدام هذا المخدر غير المحرم دوليا رأفة بصحتنا؟ ترى هل نحن حقا في حاجة الى تناول السكر؟

كلا. لقد اثبتت الدراسات ان اجسامنا قادرة على العيش بنشاط وحيوية.. من دون ملعقة سكر واحدة! ان آثار انسحاب السكر من الدم عندما نوقف استعماله أشبه ما تكون بأعراض انسحاب المخدرات، لذا ينصح باتخاذ خطوات تدريجية بطيئة لتقليل استهلاك السكر.


ما البدائل؟


البديل ليس في المحليات الاصطناعية التي اثبتت الأبحاث ارتباطها الوثيق بأمراض خطيرة كالسرطان وغيرها، فما البدائل الطبيعية التي ترضي هذه الرغبة من دون الاضرار بجسمنا؟ مبدئيا فان أنسب مصدر للطاقة الثابتة والمريحة والبطيئة هو الحنطة الكاملة والخضار. اما اذا رغبنا في تناول الحلو فيمكن تناول الفاكهة الطازجة أو المجففة واستعمال خمائر الحنطة (مالت الرز أو الشعير أو الذرة) لكونها تحترق في الجسم ببطء، كما ينصح بتعلم المزيد عن طاقات الأغذية لكي نتجنب الأطعمة التي تدفعنا أساسا الى تناول السكر.


إعداد: مها فودة

(استشارية ماكروبيوتيك مؤهلة)

E-Mail: mahamacro@yahoo.com