المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام وضمان حقوق المرأة



safaa-tkd
07-13-2004, 09:36 PM
العنف ضد المرأة إرث ثقافي له تاريخ طويل يمتد إلى أيام الجاهلية الأولى وفي كل المجتمعات والمؤسف هو أنه ما تزال بيننا رواسب من ذلك الإرث.

والعنف ما هو إلا إفراز اجتماعي لعلاقة غير متكافئة لثقافة متحاملة على المرأة، ومنحازة للرجل لأنه رجل، ويقصد بالعنف ضد المرأة، كل ما يؤدي إلى ضرر يمسها مادياً أو معنوياً أو نفسياً، وقد اتسعت ظاهرة العنف، فأصبحت وباءً منتشراً في جميع المجتمعات: المتقدمة والنامية، غير أنه في الدول المتقدمة، تتدخل الدولة بالتشريعات الحازمة لحماية المرأة شكلاً فقط.

وفي تقرير أن (88%) من النساء في إحدى البلاد العربية يتعرضن للضرب من أزواجهن، وفي تقرير للأمم المتحدة أن (66%) من الفتيات لا توجد لديهن فرصة للتعليم، وتحدث (175) ألف حالة حمل سنوياً لا ترغب النساء الحوامل في حدوث نصفها، وتموت أكثر من امرأة كل دقيقة بسبب مشكلات الحمل والولادة (99%) منها في الدول النامية، وأكد التقرير استمرار قضايا الاغتصاب والعنف داخل الأسرة، وهناك القتل بحجة حماية الشرف لا يزال يمثل ظاهرة خطيرة، وهناك مليون فتاة يواجهن سنوياً تهديداً بالختان في (15) دولة أفريقية، ونسبت إحدى المجلات إلى أحد القضاة العرب قوله: إن أكثر من (50%) من قضايا الطلاق في الإمارات يكون بسبب الضرب، وأظهرت دراسة الدكتورة أمينة جابر – وكيلة كلية الشريعة والقانون بجامعة قطر – أن ضرب النساء من الظواهر المنتشرة، وهو أحد أسباب الطلاق الذي بلغت نسبته (35.7%) حسب آخر إحصائية للمحاكم الشرعية، وفي استطلاع عن ظاهرة العنف ضد الزوجات تبين استفحال الظاهرة محلياً وعالمياً، كما بينت دراسة اتساع الظاهرة بزيادة (27%) في سنة (1997) لتشمل القتل والاختطاف والاغتصاب والأخذ بالإكراه.

والأسباب كثيرة كالطبيعة غير السوية عند بعض الرجال، وأيضاً للمفاهيم المغلوطة المنتشرة في الوسط الاجتماعي: كالفهم المغلوط للقوامة وتفسيرها بالتسلط والتسيد والإطاعة والفهم المغلوط للرجولة وفهمها بالشدة والحزم والضرب.

والفهم المغلوط لطبيعة المرأة وفهمها بالعوجاء، فلا بد من ضربها لتعتدل، والفهم المغلوط للطاعة وتزيينها بالخنوع وتحمل المهانة وعدم الاحتجاج والشكوى وأيضاً للأنماط السائدة للتربية والتفريق بين الذكر والأنثى وتفضيل الذكر وأيضاً للنظام التعليمي والثقافي في بعض المجتمعات حيث يكرس وضعية هامشية للمرأة ويؤكد تبعية المرأة للرجل.

وأيضاً للإعلام دور في ترسيخ تسيد الرجل على المرأة، وكذلك النظام التشريعي في الدول وانحيازه لمصلحة الرجل.

هذه الأسباب وإن كانت من جانب الرجل ولكن هناك أسباب من المرأة نفسها وذلك لضعف شخصية بعض النساء وتأثرها بمفاهيم مغلوطة تساهم في دعم الاتجاهات التعصبية في المجتمع، التي تنادي بقمع المرأة.

ومنها أيضاً لعدم أدائها واجباتها الأنثوية، وعدم حفاظها على كيانها وحجابها، فعن وزير خارجية اليابان في إحدى المرات التي كثر الشكوى فيها ضد المخالفات والجنحات التي تتعرض لها الفتيات والنساء من طرف الشبان والرجال والتعرض لهن وقتلهن واغتصابهن، فردّه كان صريحاً أن المرأة التي تكون عارية أو نصف عارية وتؤجج غرائز الشباب فشيء طبيعي أن يتعرض لها الشباب فإذا التزم العوائل باللباس المحتشم لوفر الكثير من العناء على الحكومة.

إذن لا تكتمل نهضة الأمم إذا لم تنهض المرأة، ليس لأن المرأة نصف المجتمع بل لأن المرأة منبت الوجود الإنساني وجوهر الذات البشرية في مستودع التكوين الآدمي، تزوده بأسباب البقاء والنماء والاستمرار وبالتالي هي سر الصيرورة والحركة والتكون. إن ضعف مجتمعاتنا من ضعف المرأة عندنا، فإذا أحسنا معاملة المرأة وقوينا شخصيتها انعكس ذلك على قوة المجتمع بسبب حسن تربية المرأة القوية المستقرة نفسياً لأولادها الذين هم قادة المستقبل.

وأفضل حل لظاهرة العنف هو في الإسلام حيث يرسم ملامح المرأة كإنسانة لها حق الحياة والراحة والسعادة وجميع الحريات.

وأبرز الملامح: الرجل والمرأة من أصل واحد ولا خلاف

وعليه قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً ونساءً).

وأيضاً المرأة شخصية مستقلة، فلا اندماج ولا اندراج ولا تبعية عمياء.

وأيضاً المرأة تشارك وتساهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وأيضاً المرأة ذات أهلية كاملة (فللرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مم اكتسبن) وأيضاً لها جميع الحريات التي للرجل كحرية التعلم والتعليم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والتجارة والبيع وغيرها.





http://www.annabaa.org/nbanews/36/192.htm