المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيارة جديدة تعتبر معجزة تكنلوجية من شركة جنرال موتورز



المهدى
07-10-2004, 11:47 AM
قد تعتقدون أن سيارة المستقبل النموذجية من جنرال موتورز يمكن أن تعيد صياغة كتاب السياقة بوقودها المستقبلي وأجهزة السيطرة الإلكترونية. ولكنني لم أتول قيادة شيء بهذا الاختلاف، والصعوبة، منذ ذلك الوقت الذي جلست فيه خلف عجلة سيارة فورد من طراز تي أنتجت عام 1908.

وبالنسبة للمبتدئين فليس هناك عجلة قيادة تقليدية في هذه السيارة التي يبلغ سعرها 3.5 مليون دولار والتي تعتبر معجزة تكنولوجية، وهي سمة تجعل اختبار السياقة لا يشبه أي اختبار آخر.
غير ان ما تمتلكه هو نظام وقود بالهيدروجين يطلق الماء والحرارة فقط ، وهذه ميزة بيئية يأمل كثيرون أن تحول هذا الوليد الى سيارة المستقبل.

ومن الطبيعي انه حتى المتفائلين يشيرون الى انكم لن تشهدوا سيارات الطاقة الهيدروجينية في الشوارع قبل حلول عام 2010. أما المتشائمون فيقولون ان ذلك قد لا يتحقق أبدا.
وفي الوقت الحالي يتعين علينا ان نقنع أنفسنا بسيارة المستقبل النموذجية. ولهذا فعندما جاءت شركة جنرال موتورز بسيارتها «الهاي ـ واير»، (التي تعني العاملة تماما بالإلكترونيات) الى بوسطن الشهر الماضي فمن كان بوسعه أن يرفض أخذ السيارة التي لا عجلة قيادة فيها.

وتدور أبواب هذه السيارة ذات الهيكل الكبير الى الأمام في المقدمة والى الخلف في المؤخرة. مع حركة جانبية لكي ينزلق السائق في مقعده، ويبدو مقعد النايلون المؤطر بالمطاط صلبا ولينا في كل المواقع الخطأ. غير ان عليكم مع ذلك أن تختاروا مقعدكم.

ويمكن للسائق ان يجلس اما على اليسار أو على اليمين، خلف مقبض يبدو شبيها بمقبض التحكم في الطائرة وينزلق يمينا أو يسارا على مسار معين. والأغرب من ذلك ان الهيكل المعدني يماثل الى حد كبير جهاز نقل الحركة الميكانيكي الموجود في السيارات القديمة.
وفي يوم ربيعي مشمس جلبت جنرال موتورز هذه السيارة الى بوسطن لتوفر للصحافيين اجراء اختبار سياقة بها. وبما أنها تكلف 3.5 مليون دولار، والتحكم بها يعتبر مغامرة، فان الشركة لم تكن على وشك السماح لنا بقيادتها لوحدنا. ولهذا جلس بجانبي مهندس الشركة يورغن راينهايمر وهو يحمل جهازا شبيها بجهاز لعبة الـ «غيم بوي» الاكترونية وفيه أربعة أزرار للتحكم.

وكنت أنتظر موافقته على البدء بالسياقة وضغط الزر الامامي. ولكنني لم استطع أن أضغط دواسة الغاز (المعجل). فسيارة الـ «هاي ـ واير» لا توجد فيها دواسة غاز أو دواسات توقف (مكابح). وبدلا من ذلك أدرت مقبض «عجلة» القيادة من اجل السرعة، كما هو الحال مع الدراجة النارية (ومن أجل التوقف لا يتطلب الأمر سوى الضغط على مقبض عجلة القيادة).
ومن بين التحديات المرتبطة بهذه السيارة أنها من دون ما يكفي ما يشعرك بأنك تقودها. فبينما هناك شيء من المقاومة في عجلة القيادة، هناك القليل في المكابح ولا توجد أي مقاومة في دواسة «الغاز». وبدون ذلك من الصعب عليكم أن تعرفوا الوضع وأنتم تتحركون بسرعة كبيرة أو عندما تتوقفون بقوة. والتحدي الآخر هو انه ليس هناك عجلة قيادة تتحكم بها يدان. فسرعتكم في الانعطاف يجري التحكم بها إلكترونيا. فكلما زادت السرعة كلما انخفضت درجة التوجيه.

وكنت أتحرك ببطء للتحكم بالانعطافات الأولى القليلة. ولكن في لحظة معينة اتجهت الى اليسار وأخفقت في ملاحظة ان دواسة الغاز، أي الوقود ما تزال تلتف بعيدا في يدي. وكانت السيارة تتحرك بسرعة كبيرة لتجنب الرصيف. ضغطت على المكابح مذعورا لكن المهندس راينهايمر كان يجلس جامدا بجانبي، ومن الواضح انه معتاد على مثل هذه الأمور ومن سلامة العاقبة ايضا.

ويجري اهتمام كبير بوقود الهيدروجين الذي يجسد استخدامه هذه السيارة منذ أن أعلن الرئيس بوش مبادرة وقود الهيدروجين التي تبلغ قيمتها 1.7 مليار دولار. أما أن تصنع سيارة مثل الـ «هاي - واير» على نطاق تجاري فأمر يعتمد بصورة أكبر على ما اذا كان المجتمع قادرا على اعادة ابتكار استخدامه للطاقة أكثر من اعتماده على قدرة شركة جنرال موتورز على اعادة ابتكار السيارة.

وحتى الآن لا يعرف أحد مستوى ثمن الهيدروجين في المستقبل إذ يقول الخبراء ان الهيدروجين يمكن أن يكلف ما يماثل ثمن غالون البنزين في الولايات المتحدة البالغ 15 دولارا. لكن وزارة الطاقة الأميركية تهدف الى تطوير التكنولوجيا التي يمكن أن تقلص التكاليف الى 3 دولارات للغالون الواحد بحلول عام 2005. وبحلول عام 2010 يكون الهدف هو الوصول الى سعر 1.5 دولار للغالون الواحد.