المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدام حسين ...رجاء.. لا تعدموه!



مجاهدون
07-06-2004, 10:25 AM
د. إبراهيم الحاج
كاتب سياسي مغاربي - باريس

الآن وقد بدأ الجد يجد بخصوص حاكم العراق المخلوع، رأيت من الواجب علي أن أكتب هذا المقال وأطالب عبره المحكمة العراقية المكلفة بالنظر في أمره أن تفكر مليا قبل أن تصدر حكمها التاريخي على الرجل.

وأمنح لنفسي الحق في أن أقدم رجاء إلى هيئة المحكمة الموقرة، رجاء قد أجد من يشاطرني إياه,, كنت عند الإعلان عن اعتقاله حذرت، في مقال نُشر وقتها، من مغبة ترك السجين تحت حراسة عراقية أو حتى الإعلان عن مكان اعتقاله مخافة أن تطاله يد خفية تنهي حياته وتحرمنا من مشاهدة هذا الرجل فترة أطول في هذه الحياة الدنيا, وقد حرصت قوات التحالف مشكورة على أن يقضي صدام أشهرا طويلة في سلام، من دون أن تعرضه لبعض ما تعرض له الآخرون في سجن «أبو غريب»,, بل لعل الأميركيين عاملوه معاملة بالغة الكرم، حتى أنه تمكن من التخلص من عقدته واستقوى على الكلام وهو بحمد الله لا يزال يذكر أنه رئيس الجمهورية العراقية وأن الشعب انتخبه في ذلك المنصب بنسبة مئة في المئة ولم يبخلوا من أجل ذلك عليه بدمائهم التي أسالوها على أوراق الاقتراع.

صدام حسين الآن في يد العدالة العراقية وتحت رعاية أميركية مستمرة,, كثيرون يتمنون أن يروه مشنوقا على شجرة أو على أحد النصب التي كانت تحمل تماثيله المنهارة بسبب ما اقترفه من جرائم فاقت كل تصور، أما أنا فأتمنى ألا تحقق المحكمة أمنية هؤلاء, أيها الأفاضل أعضاء المحكمة الموقرة، أرجو ألا تفكروا ولو مجرد التفكير في إعدام رجل مثل هذا، فهو الآن من أندر العملات في العالم وقتله لن يفيده إلا هو وحده, أتركوه حيا، ووفروا له حماية مشددة وخصصوا له مكانا آمنا في العراق المتحرر، مكانا يعيش فيه ما كتب الله من أيام، مكانا يستطيع من خلاله أن يتفرج على بلده ويرى ما يجري فيه من تطورات وهو خارج الحكم.

حققوا لنا هذه الأمنية، اجعلوه مثلما جعل الله فرعون آية لمن خلفه، وسترون أن العراق سيتحول إلى مزار عالمي يأتي إليه الناس من كل مكان ليتفرجوا على نوع بشري نادر, فلعلكم لاحظتم أن صدام لم تكن له شجاعة ديكتاتور النازية الذي انتحر قبل أن ينال منه الحلفاء، بل فضل أن يعيش في حفرة منسية على أن يخرج ليستشهد مثلما كان يحرض على ذلك المغرورين من أبناء شعبه ومن العرب الآخرين, هو الذي اختار أن يبقى حيا فاتركوه واتركوا العالم يتفرج عليه وهو وراء القضبان أو خلف زجاج مصفح.

أنا شخصيا كنت رفضت عدة دعوات وُجهت إلي لزيارة العراق في العهد البائد، لأنني كنت أكره ذلك النظام ورموزه، لكن إذا تركتم لنا صدام حيا وخصصتم له مكانا يستريح فيه، وليكن نفس حديقة الحيوانات التي كان يملكها نجله، فإنني أعدكم أنني سآتي إلى بغداد كل سنة مرة وتأكدوا أنني لن أكون وحدي، بل سيتحول العراق إلى واحد من أهم الأماكن السياحية في العالم، لأنه قد يكون البلد الوحيد الذي يضم نوعا من أنواع الحكام الآيلين إلى الانقراض.