المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأفراح تعم اليونان احتفالا بالإنجاز التاريخي للمنتخب لإحرازه كأس أمم أوروبا



مجاهدون
07-06-2004, 10:18 AM
اجتاحت موجة من الفرحة العارمة اليونان بعد ان أطلق الحكم الالماني ماركوس ميرك صفارة نهاية المباراة النهائية لبطولة امم اوروبا 2004 في البرتغال معلنا فوز المنتخب اليوناني باول لقب في تاريخه.

واحتفل حوالي الفي يوناني بالفوز التاريخي في ساحة البلدية حيث ركزت شاشة ضخمة عندما رفع قائد المنتخب تيودوريس زاغوراكيس كأس البطولة. وردد عشرات المشجعين اليونان اغنية اطلقت بعد مباراة الدور نصف النهائي والتي اصبحت انشودة الجمهور اليوناني «ارفعها، ارفعها لا نستطيع ان ننتظر اكثر». وانطلقت مواكب السيارات مطلقة العنان لأبواقها، ومزينة بالأعلام اليونانية نحو وسط أثينا بعد دقائق من انتهاء المباراة واتجهت نحو ساحة اومونيا حيث تقام عادة الاحتفالات الرياضية.

واضاءت الالعاب النارية التي اطلقت من تلة ليسابيتي أجواء اثينا بينما كانت اجراس الكنائس تقرع.
ومع الاحتفالات التي استمرت حتى الصباح خرجت طبعات الصحف اليونانية مبكرا لتشيد بأبطالها، مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة لتطوير كرة القدم لتمكينها من مواصلة مشوارها المظفر. كما دعت الصحف في صفحاتها الاولى الشعب اليوناني باستقبال الابطال في ملعب باناثينايك في وسط العاصمة التي استضافت الالعاب الاولمبية الحديثة الاولى عام 1896.

ونشرت الصحف اليونانية جميعها صورة قائد المنتخب ثيودوروس زاغوراكيس رافعا كأس الامم الاوروبية في ملعب «دا لوز» في لشبونة. واعتبرت صحيفة «ابوغيفماتيني» ان الفوز باللقب يحث على «مواصلة التألق اليوناني، وسيجلب الاف المشجعين الاوروبيين ومن مختلف انحاء العالم لحضور دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها أثينا من 13 الى 29 أغسطس المقبل من أجل الوقوف على النجاحات اليونانية». وتابعت «ان الانجاز الذي تحقق في البرتغال يجب ان يواصل في المونديال، ولكي يتحقق ذلك يجب تغيير الدوري اليوناني جذريا».

اما صحيفة «اليفثيروس تيبوس» فكتبت «لقد رفعوا اليونان الى قمة اوروبا». واكدت صحيفة «تانيا» على ان المنتخب اليوناني «لقن درسا المنتخبات الاوروبية التي تضم في صفوفها نجوما اصحاب المليارات»، مضيفة «انه درس كبير لعالم كرة القدم اليونانية». اما صحيفة «اثنوس» فطالبت المسؤولين اليونان «باتخاذ التدابير والقرارات الضرورية لاخراج الكرة اليونانية من أزمتها وتمكينها من مواصلة طريق النجاحات».

وكان المنتخب اليوناني قد جدد فوزه على نظيره البرتغالي وتغلب عليه 1ـ صفر على ملعب «دا لوش» في لشبونة امام 62166 متفرجا في المباراة النهائية ليحرز لقب البطولة للمرة الاولى في تاريخه. وسجل انغلوس خاريستياس هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 57. وكانت اليونان، مفاجأة البطولة، تغلبت على البرتغال 2ـ1 في المباراة الافتتاحية يوم 12 يونيو الماضي. وباتت اليونان تاسع منتخب يحرز لقب البطولة الاوروبية بعد منتخبات الاتحاد السوفياتي (سابقا) واسبانيا وايطاليا والمانيا وتشيكوسلوفاكيا (تشيكيا حاليا) وفرنسا وهولندا والدنمارك.

وتسلم قائد اليونان ثيودوروس زاغوراكيس كأس البطولة من رئيس الاتحاد الاوروبي السويدي لينارت يوهانسون. وهي المشاركة الثانية لليونان في النهائيات الاوروبية بعد الاولى عام 1980 عندما خرجت من الدور الاول من دون اي فوز. وبات مدرب اليونان الالماني اوتو ريهاغل اول مدرب اجنبي يحرز اللقب باشرافه على ادارة فنية غير منتخب بلاده.

وكعادته في البطولة وخصوصا مباراتيه الاخيرتين ضد فرنسا حاملة اللقب في ربع النهائي وتشيكيا في نصف النهائي، تكتل المنتخب اليوناني في الدفاع واعتمد على الهجمات المرتدة، فاقتنص منها هدفا حافظ عليه حتى النهاية، واحرز لقبا تاريخيا. وحرمت اليونان الجيل الذهبي للكرة البرتغالية بقيادة لويس فيغو وروي كوستا وفرناندو كوتو منح اللقب للشعب البرتغالي وإنهاء مسيرتهم الدولية بانجاز تاريخي على غرار ما حققوه مطلع التسعينات عندما احرزوا لقب بطولة العالم للشباب مرتين. كما حرمت اليونان مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري من تحقيق ثنائية تاريخية (كأس العالم وبطولة امم اوروبا).

وفشل المنتخب البرتغالي في أن يجعل من عام 2004 عاما برتغالياً مائة في المائة بعد تتويج بورتو بطلا لمسابقة دوري ابطال اوروبا في 26 مايو الماضي، وبالتالي لم ينجح في تكرار انجاز هولندا عام 1988 ايضا عندما توجت بطلة للقارة بفوزها على الاتحاد السوفياتي في المباراة النهائية 2ـ صفر بعدما خسرت امامه صفرـ1 في المباراة الاولى، ونال فريق ايندهوفن الهولندي كأس الاندية البطلة (دوري ابطال اوروبا حاليا) في العام ذاته. وهي المرة الاولى التي يبلغ فيها المنتخبان مباراة نهائية لاحدى البطولات الكبرى حيث كانت أفضل نتيجة للبرتغال الدور نصف النهائي لبطولة امم اوروبا عامي 1984 و2000 ونصف نهائي مونديال 1966 في انجلترا، فيما لم تحقق اليونان اي فوز في مشاركاتها السابقة في نهائيات البطولات الدولية.

وبدا جليا منذ البداية تصميم المنتخب البرتغالي على الفوز وحاول الوصول الى مرمى الحارس اليوناني نيكوبوليديس بيد انه اصطدم بتكتل جيد للاعبي اليونان الذين احسنوا الانتشار على رقعة الملعب ومارسوا ضغطا على حامل الكرة ولم يتركوا مساحات للبرتغاليين. وتابعت البرتغال بحثها عن الهدف في الشوط الثاني وحاولت المرور عبر الجناحين امام استحالة الاختراق من الوسط، بيد ان اليونان كانت السباقة الى التهديف من اول ركلة ركنية لها في المباراة نفذها باسيناس وتابعها خاريستياس داخل المرمى. ونزلت البرتغال بكل ثقلها بحثا عن التعادل واشرك سكولاري روي كوستا مكان كوستينيا فكثرت الفرص من دون ان تترجم الى اهداف.

ولم يجر سكولاري اي تعديل على التشكيلة التي تغلبت على هولندا 2ـ1 في الدور نصف النهائي وجدد الثقة بالمهاجم باوليتا برغم عدم ظهور الاخير بمستواه وعدم تسجيله اي هدف. وضمت تشكيلة البرتغال 6 لاعبين فقط من التشكيلة التي خسرت امام اليونان 1ـ2 في المباراة الافتتاحية.

في المقابل، اضطر مدرب اليونان ريهاغل الى إجراء تبديل اضطراري باشراكه جانوكوبولوس مكان كاراغونيس الموقوف.
وشهد اللقاء حدثا غريبا بنزول احد المشجعين الى ارضية الملعب حاملا شعار برشلونة الاسباني قبل ان يرمي به باتجاه لويس فيغو ويواصل الركض الى ان رمى بنفسه داخل مرمى اليونان. وهو الفوز الثاني لليونان على البرتغال في 6 مواجهات جمعت بينهما في الأعوام العشرين الاخيرة مقابل خسارتين وتعادلين.