المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدام بعيون عربية



الدكتور عادل رضا
07-03-2004, 08:31 PM
أن مسألة الحب و الكره في الجانب الشخصي , ليست من الامور التي أريد التحدث عنها في هذه المقالة بل أنني أريد التكلم عن حب الانسان لشخصية عامة , يعتبره كقدوة و مثال و كأمل يمثل له طموحاته علي المستوي العقائدي و السياسي .

لست أدري ما هو سر ولع أخواننا العرب بصدام حسين كشخص و قائد , وفهناك حب و عشق عربي غريب و عجيب للطاغية المقبور , فصدام حسين محبوب بشكل خرافي في الدول العربية و بشكل مرضي , و ونستبعد من هذا الحب و العشق المرضي ثلاثة شعوب ( العراقية و الكويتية , و الايرانية ) أي من أكتوي بنار صدام المجرم .

أن ما أريد أن أطرحه هنا , هو سؤال :

لماذا هذا الحب العربي لصدام حسين ؟

أحد الفرضيات بررت هذا الحب علي أساس أن صدام لديه جهاز دعائي ضخم , و قام بتجنيد معظم النخب العربية الثقافية , و أشتري أغلب صناع الرأي في البلدان العربية و في مختلف دول العالم أيضا , لصناعة صورة البطل لصدام في مقابل دفوعات مالية ضخمة و رواتب مجزية شهرية , و لنا أن نعرف أن من كتب القصيدة التي قالها صدام حسين في أول خطاب له في أول أيام الحرب الاخيرة علي العراق , كان قد تم أعطائه فيلا ضخمة و راتب شهري و سيارة مرسيدس بيضاء سنويه ( لا أعرف لماذا هوس صدام باللون الابيض للسيارات التي يوزعها علي أزلامه و عملائه , كنت دائما اقول أذا اردت معرفة عميل صدامي أنظر ألي لون سيارته!!!!!) كل هذا من أجل قصيدة ,فما بالك بمن ينبح ليلا و نهارا لصدام و نظامه بشكل مباشر أو عن طريق غير مباشر( هؤلاء الذين نراهم دائما يبدأون كلامهم بجملة : أني لا أريد الدفاع عن صدام حسين و لكن , و بعد هذه اللكن بيدأ الردح لصدام و نظامه بأسم الدفاع عن الشعب العراقي و ليس صدام !!!؟ ) فعلي القاريء التخيل مقدار الهوس الصدامي بخلق الصورة للبطل في وسائل الاعلام و مقدار الاموال ألتي أنفقها في سبيل ذلك الهدف .

نعم أن ذلك صحيح و هي أمور موثقة و معروفة , و نحن ننتظر من الحكومة العراقية القادمة المطالبة بأسترداد أموال الشعب العراقي من هؤلاء المرتزقة , مع محاكمتهم , لانهم شركاء في جريمة صدام .

و لكن ماذا عن بعد أن أنكشف الغطاء عن المقابر الجماعية اللمليونية من القتلي و الشهداء و المعدومين السياسين , ماذا بعد أن بثت بعض حفلات الاعدام بالديناميت علي شاشات التلفزة ,ماذا بعد أن رأي العالم الافلام الحية عن أنتفاضة شعبان المغدورة , و عن جرائم حلبجة , ,,,, الخ .

أن جزء مهم من التعتيم الاعلامي قد تم كشفه , بحيث أصبح الدفاع عن صورة صدام حسين كبطل و كقائد عربي أمر غير مقبول لاي عاقل مهما كانت درجته العلمية , و ها هي الاموال قد توقفت ,فلماذا هذا الدفاع الحار المستمر عن صدام , و محاولة تبرير جرائمه ؟!! بل أن الامر أكثر من ذلك حيث أن المتصلين بالمحطات الفضائية يعبرون عن عدم أكتراثهم و أستهزائهم بجرائم صدام , يشكل غريب , هم يحاولون غض الطرف عن صورة صدام الحقيقية الواضحة , و بأستماته يستمسكون بالصورة الدعائية المزيفة عن صدام كما تصوره وسائل الاعلام الصدامية للناس .

أن هذا الامر هو شي غريب , أن الشخص الذي يحب صدام هو شخص مريض , و المشكلة أننا لا نتحدث عن حالات فردية , بل أن المشكلة أن تلك الحالة المرضية هي حالة مليونية جماهيرية !!!

أن المعادلة التي نراها علي وسائل الاعلام و الفضائيات هي أمر جنوني نوعا ما , عراقيون يهاجمون صدام , و عرب يدافعون عنه!!!!؟

أذا كان أبناء البلد و من عاشوا في ظل حكم صدام , يلعنون صدام و نظامه , و لا نجد واحدا منهم يدافع عن صدام و نظامه , حتي العراقيون من أزلام صدام في لندن لا يتجرأون علي الدفاع عنه مباشرة , فما هو بال العرب , و نحن نسمع حرارة دفاعهم عن صدام و بكائهم أيضا !! في أتصالاتهم علي القنوات الفضائية , و عدم أهتمامهم بجرائم صدام , بل أنهم في أحيان كثيرة يدافعون عن هذا القتل من باب أن صدام هو الحاكم و لذالك عليه أن يحكم ؟!!!
أو من باب أن كل حكام العرب هم من المجرمين , بمعني هم يطالبون بغض الطرف عن الجرائم و القتل و التعذيب و الاغتصاب , و كأن أحد لا يدري , فأشمعني صدام تتكلون عنه؟

أن الامر غريب و لست أجد له تفسيرا أنا نفسي أريد الجواب علي هذه المعضلة , لماذا يعشق هؤلاء الناس الجزارين كصدام حسين ؟

أن أحد التفسيرات التي طرحت علي الساحة , و هو أن العرب لا يكترثون بما عمله صدام من أفعال من باب أن من قتلوا و عذبوا و أغتصبوا و شردوا هم في الاغلب شيعة , و هؤلاء أنجس من اليهود لانهم عدو داخلي خفي ضد الاسلام , و هم ورثة مؤامرة مشتركة بين اليهودية و المجوسية لتدمير الاسلام من الداخل , فعليه أن قتل هؤلاء ليس مشكلة و هو شي محمود و مطلوب , هكذا يفكر العرب بناءا علي هذا التفكير , مضافا أليه العقدة من أي شيء شيعي , فالمجرم القاتل ممن ينتمي أسما و وراثة للمذاهب السنية هو أفضل من أي شيعي , قد يأتي الي الحكم بالعراق , أنتخابا أو أنقلابا .

تلك هي أحد التفاسير التي تحاول تفسير لماذا هذا الحب المرضي اللا محدود لصدام و نظامه ؟

و أعتراضي علي هذا التفسير هو أنه يلغي من حسبانه أن الاكراد هم في الاغلب سنة , و أن الاعلام ركز في مسائل التعذيب أكثر ما ركز في الثمانينات الي الان علي مواضيع أنتهاكات حقوق الاكراد العراقيين , و هم سنه كما ذكرنا في الاغلب , فلذلك مسألة طائفية الحب لست من محبذينها, و أن كنت في نفس الوقت لا ألغيها !!!!؟؟

بصراحة لست أدري لماذا هذا العشق و الذوبان العربي بطاغية و مجرم لم تعرف مثله الانسانية شبيها ,كصدام بن أبيه ,ذلك الاب , الذي قد يكون أسمه حسين أو شخص أخر , أيضا لا أعرف , و تلك مسألة أخري , لا أعرفها , و لا يعرفها الوحش صدام أيضا , فنحن نشترك مع الديكتاتور في عدم المعرفة في هذه المسألة فقط!!؟
و لكن أريد أن أعرف لماذا هذا الحب لصدام في العيون العربية ؟