المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شلة مزدوجي الشخصية في العراق الجريح



الدكتور عادل رضا
07-03-2004, 08:20 PM
أن أحد وجهات النظر القائلة أن علي العراقيين أن لا يبتعدوا عن ساحة التعاون مع قوي الاحتلال لانتزاع مكاسب تدريجية من ناحية و من ناحية أخري العمل علي منع العناصر الغير مخلصة و السيئة من الانفراد بالساحة و أستغلال تضحيات الاشراف و الاحرار في سبيل الحرية و الاستقلال.

أن هذه وجهة نظر تبولورت عند مجاميع من شعبنا العراقي , و هي تأخذ بعين الاعتبار مسألة ما جري بعد ثورة العشرين من أبتعاد العناصر المخلصة عن التحاور و التعامل مع الانجليز بعد أنتصار ثورة العشرين , مما أدي ألي قبول عناصر أخري لهذا التعامل و حصلت هذه العناصر نتيجة لهذا التعاون والحوار مع المستعمر بذلك علي مكاسب و مواقع لا تستحقها , و أيضا تستند هذه وجهة النظر علي أن صدام أبن أبيه , قد تقدم بطلب التعاون مع يريطانيا و عرض نفسه كعميل للانجليز عندما كان في القاهرة , و من خلال ذلك التعاون الاستخباراتي و لعوامل أخري بالطبع وصل صدام الغير معروف الاب الي السلطة( أنظر كتاب حامد البياتي حول هذا الموضوع و ثلاثية حنا بطاطو عن العراق و كتاب الكوثر للامام الخميني و مصادر أخري ) .

فبناءا علي هذه التجارب التاريخية , و علي ماحدث بها من تبعات تاريخية مأساوية , لم و لن يشهد لها تاريخ البشرية مثيل , تنادي عدد من أبناء العراق الي التفكير بتطبيق وجهة النظر هذه علي أرض الواقع, بالقول أن علي الشرفاء عدم ترك الساحة خالية , و أنه يجب علينا عدم التصلب و الدخول في حوارات و أن نتعاون مع الغرب كتكتيك للوصول الي الاهداف الاستيراتيجية المطلوبة , تحت مبدأ خذ و طالب , و لم يكن كل من دخل في الحركة لتطبيق وجهة النظر هذه من المخلصين بطبيعة الحال , أن بينهم من الاشراف الكثير من أمثال الدكتور أبراهيم الجعفري, هذا الانسان المخلص الذي نثق فيه و نطلب من العراقيين دعمه و مساندته لانه مخلص و متدين حقيقي .

ولكن أيضا هناك من المرتزقة معدومي التاريخ النضالي و السياسي راكبي الموجة ,ممن يريدون الحصول علي المواقع و المكاسب الشخصية و محاولة البروز كزعامات مفروضة من الغرب علي العراقيون , مما أدي ألي حدوث جدل علي الساحة العراقية في ناحيتين ,الناحية الاولي هي وجهة النظر التي ذكرناها في البداية( و هي أمر قابل للنقاش و الحوار حوله ) و الناحية الثانية هي في الشخصيات المشاركة في تطبيق وجهة النظر هذه , حيث يتنوع من شارك في تطبيق وجهة النظر بين المخلصين الشرفاء و المرتزقة الوصوليون.

و لكن أحد تداعيات الامر هو بروز فئة غريبة مزدوجة الشخصية بشكل فظيع و غريب , خالفت أساس وجهة النظر هذه , في مواقفها و تصريحاتها بعد سقوط الطاغية و أن أدعت عكس ذلك , فدراسة الموقف المتخذ و المنفذ علي أرض الواقع يكشف تناقض الحركة مع الفكرة المطروحة, و هذه هي وجهة النظر التي شرحناها أعلاه .

أن السيد محمد حسن الموسوي و الاستاذ فايق الشيخ علي و و الاستاذ باسم العوادي و من يقول قولهم, هم أحد أشكال هذا الازدواج , فهؤلاء أستمروا في مسألة دعم الامريكان حتي و ان أجرموا بحق شعبنا في العراق , و أخذوا في تبرير الجرائم الامريكية بحق شعبنا العراقي المظلوم , و أستخدام عبارات من قبيل أن ما حدث كان خظأ , بدلا من أستخدام مصطلحات أن ما حدث كان جريمة , أن ما أريد قوله :

هو أنهم قد دخلوا في لعبة التبرير و تقديم الاعذار للامريكان علي جرائمهم .

ومن ما تذكره هذه الشلة المزدوجة الشخصية , أن جرائم الوضع الحالي أفضل من حيث عدد القتلي من عهد صدام!!!!!! و في النقطة الاخيرة بما يتعلق بالمقارنة بعهد الديكتاتور صدام المجرم , نقول :

أن هذا الامر هو بقمة الحقارة و التفاهة و الخسة , أن القول أن نظام صدام كان يقتل علي سبيل المثال ألفا و الامريكان يقتلون مائة فقط فلذلك الامريكان هم أفضل لانهم يقتلون أعدادا أقل !!!؟

أن في ذلك أستحقارا للانسان العراقي كبير , و هو يذكرني بالمجرم علي حسن المجيد , أثناء الاحتلال الصدامي المجرم, لوطننا الغالي الكويت , عندما قال لاحد الكويتيون : قل لمن يسمون أنفسهم مقاومة , و من يقتلون كل يوم خمسة و عشرة من الجيش الشعبي في الكويت , قل لهم أن علي حسن المجيد يقول لكم أجلسوا في بيوتكم و انا سأقتل بدلا من المقاومة الكويتية ثلاثين من الجيش الشعبي, أفضل من العشرة التي تقتولهم كل يوم ( ذكرت النص بالفصحي)

ما الفرق بين ما يقوله المجرم الكيماوي بأستخفافه بالانسان العراقي و بين ما يقوله شله مزدوجي الشخصية ؟
أن الاثنان يستخفان بقيمة الحياة.


أو أن يقال أن هناك حرية في الكلام موجودة مع جرائم الامريكان , أي أن العراقيون يستطيعون الصراخ بالجريمة مع أستمرار تكرار حدوثها( سنحاول تناول مسألة حرية الاعلام في العراق و ربطه مع التفكير الغربي في مكان أخر)

أن هذا سخف , و وقاحة , و عدم أحترام الانسان العراقي.

أن صدام غير معروف الاب , هو مجرم وطاغية لا مثيل له , يخجل حتي أبليس الشيطان الرجيم من جرائمه بحق الانسانية , و أمريكا شيطان أكبر , لانها هي من دعمت حكم البعث و تعاونت معه منذ 1968 الي 2004 , فصدام غير معروف الاب كان الابن المدلل للغرب , و هو العميل البريطانيمنذ 1963 المتعاون مع الامريكان منذ 1968 , و هو كان في مرتبة أسرائيل من الدعم الامريكي في مرحلة الثمانينات.

أن من دعم المجرم صدام هو المجرم الاكبر , فصدام ما هو الا أحد نغول العوجة ( أنظر مقابلة خال صدام خير الله طلفاح مع صديق صدام الشخصي الموجودة في كتاب دولة الاذاعة و كتب أخري ) , و تفكير النغل صدام في السلطة و رغبة النغل في الوصول اليها , أنما جاء و أتي بدعم غربي , مع العوامل الموضوعية التي أستحدثها و صنعها صدام بن الحرام علي أرض الوافع في العراق ( و هذا أيضا موضوع أخر سنتناوله بشكل مفصل في مكان أخر ) و لكن نقول أيضا :

أن المجرم الصدامي لا يختلف عن المجرم الغربي الامريكي , أن الظالم هو الظالم , و لكن أن ما يبكي و يضحك هو ما يفعله أمثال الاستاذ محمد حسن الموسوي و الاستاذ قايق الشيخ علي و باقي شلة أزداوجيي الشخصية في تبرير جرائم الامريكان و قبولها بعيدا عن أي منطق أو عقل سليم .

أن هذا التبرير و القبول هو يبتعد أبتعادا كبيرا و واسعا عن وجهة النظر التي ذكرناها في البداية ( و التي لا نقبلها وو لا نرفضها في نفس الوقت؟؟!!!!بل نقول أن المسألة بحاجة الي دراسة شرعية و حركية أكثر من قبلنا لكي نصل الي رأي بخصوص تلك المسألة )

أن تكليفنا الشرعي الذي نلتزم به بعيدا عن وجهة النظر هذه , هو اللهم أشغل الظالمين بالظالمين , و رأي الامام الخميني الذي أمرنا الشهيد الصدر باتباعه و القائل:

أذا رضت عنكم أمريكا فعليكم أن تراجعوا مواقفكم , فلابد أن يكون هناك شيء خطأ في حركتكم ( ليس النقل حرفي , راجع كتاب الكوثر و خطابات الامام روح الله الخميني).

أن ما يتخذه شلة مزدوجين الشخصية هو يبتعد عن خانة وجهة النظر القائلة بالتعاون من أجل التكتيك المصلحي ( و هذه مسألة غير محسومة و قابلة للنقاش ) و بكل تأكيد يبتعد عن ما نعتقده نحن تكليفنا الشرعي و هو ماذكرناه في السطور السابقة .

أن مواقف هؤلاء المزدوجين للشخصية تقترب من خانة العمالة أو من خانة البله و الحمق السياسي و الفكري العميق ( أختر ماشئت بينهما , ليس هناك خيار ثالث بينهما)

أن مواقف هؤلاء مضحكة أيضا , فهم ليبراليون في جانب من أطروحاتهم , و في نفس مستوي الحديث تراهم يتحدثون عن مظلومية الطائفة الشيعية , و هم ثوريون في نفس الوقت و مناهضين لامريكا في الثمانينات و مؤيديها بعد 11\9 , بنتاقض واضح و صارخ , فلست أعرف ما دخل من ينادي بالعلمانية مع الطائفة الشيعية و مع المرجعية ؟
كيف من هو يقول باللا دينية ينادي بطائفية الموقف ؟

و في نفس الوقت يحي الصدر الاول و الصدر الثاني ؟

و هؤلاء ( أي الصدر الاول و الثاني) ليسوا شخصيات طائفية بل هم شخصيات أسلامية تنطلق من الاسلام الحركي في خط هو لكل الانسانية و لكل البشر و تاريخهم يشهد و حركتهم في تطبيق فكرهم علي الارض تؤيد ما نقول .

و الصدران الاول و الثاني هما ضد السياسة الامريكية في المنطقة و هذا أمر معروف.

أ، شلة مزوجي الشخصية يعيشون في تناقض في تناقض , و هم يختارون ما يفيد أزدواج الشخصية الذي يعيشونه , بغض النظر عن أي تناقض في الفكر.

أن خلاصة ما نود قوله:

أن شلة مزدوجي الشخصية يقدمون للناس صحن من السلطة الفكرية المتناقضة , و التي تنسف بعضها بعضا , و هذا الصحن الفكري من السلطة , لشلة مزدوجي الشخصية , هو أمر مضحك من ناحية , وهو أمر يثير الغضب من ناحية أخري ,عندما أري الاستخفاف بحياة و كرامة الانسان العراقي, عندما يصل الامر بهؤلاء المزدوجين للشخصية الي القبول بذبح المئات من البشر ما دام صدام المجرم كان يذبح الالاف منهم !!!!!