المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البصرة: انتعاش في تجارة الأقمشة والصوتيات والملا باسم الكربلائي أشهر من كاظم الساهر



بهلول
02-01-2007, 01:47 AM
البصرة - طالب عبدالعزيز

الحياة - 31/01/07//

بدت السعادة واضحة على تاجر الأقمشة في السوق الرئيسية في البصرة العم أبو محمد البزاز، الذي يقول: «فاق ما بعته من القماش المزين بالشعائر الحسينية هذا العام الأعوام السابقة، ومن فضل المناسبة وبركاتها علي أنني أشتريت المتر من القماش الأسود من الأسواق الإيرانية بسعر 400 دينار، لكنني أبيعه بـ1500 دينار والطلب ما زال قويا فقد جلبت سيارة كبيرة جداً بيعت كلها في اليومين الأولين من محرم».

وتشهد البصرة هذه السنة مظاهر حزن غير عادية، فاقت السنوات السابقة التي أعقبت سقوط النظام السابق، فلا يكاد شارع أو زقاق يخلو من مظهر من مظاهر الحزن.

خرج المئات من الشباب منذ اليوم الأول من محرم بمواكب عزاء طويلة، قطعوا خلالها الشوارع العامة بملابسهم السوداء، ضاربين ظهورهم بالسلاسل الحديد، وعصبوا رؤوسهم بقطع خضراء.

ويلاحظ المراقبون انتعاشا كبيرا لتجارة بيع الأقمشة السوداء والسلاسل الحديد، بالإضافة إلى السيوف والصنوج والدفوف المستوردة من إيران فقد باتت هذه الادوات مستلزمات العزاء.

وازدهرت إلى جانب تجارة الاقمشة تجارة بيع الأشرطة والمسجلات الصوتية (سي دي) التي تختص بالقصائد الدينية والردات الحسينية، وغيرها، فالمدينة تصدح منذ صباح اليوم الأول من محرم بأصوات المنشدين. وصار الملا باسم الكربلائي المعروف بصوته الشجي الحزين، نجما أشهر من المطرب كاظم الساهر، إذ تباع من ألبوماته في المناسبة، مئات الآلاف من النسخ في عموم المناطق الشيعية من العراق.

الى ذلك، فقد غطى طلاب قسم الموسيقى في كلية الفنون الجميلة - جامعة البصرة آلة البيانو اليتيمة بقطعة من القماش الأسود مع بدء الشعائر احتراماً لمشاعر أقرانهم من الأساتذة والطلاب الشيعة الذين أظهروا الحزن في المناسبة هذه. ولن يعود الأساتذة الى تدريس مادة الموسيقى حتى نهاية اليوم العاشر من محرم، وهو عطلة رسمية في العراق، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.

ويتعدى تأثير مظاهر الحزن والتشدد في هذا الشهر لدى بعض التيارات الدينية إلى أضرار تبدو جانبية للوهلة الأولى، لكنها غاية في العمق، فقد عمد الكثير من الناس من العلمانيين إلى إطلاق لحاهم وبدوا على غير طبيعتهم خوفا من المتشددين، وتعرضهم للملاحقة والضرب، والقتل ليس مستبعداً الآن، وقد يفسر الكثير من المتطرفين حلق اللحية شماتة به وبالتالي بإمامه وتستوجب العقوبة.