المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعملية أستدراج آية الله محمد حسين فضل الله الى النجف!!!



مجاهدون
09-24-2003, 09:56 AM
الفسيفساء السياسية الشيعية في العراق.. وعملية أستدراج آية الله محمد حسين فضل الله الى النجف!!!

بحث

كتابات - سمير عبيد


مقدمة لا بد منها للتعريف.....!

هناك صراع خفي وطويل بين الحوزة العلمية العربية في النجف( العراق) وبين الحوزة العلمية الفارسية في قم ( أيران).. كون الأولى هي الأصل بحكم تأسيسها المتجذر في العراق منذ ما قبل دخول هولاكو الى بغداد، وبعد أن فتك بأهلها ، وبمكتباتها حيث أصبح حينها نهر دجلة باللون الأزرق والأسود، لشدة ما رمي به من كتب ومخطوطات، فهرب رجال الدين الشيعة حاملين ما تمكنوا من حمله من كتب ومخطوطات صوب مدينة ( الحلة ـ 60 كم جنوب بغداد) و من هناك كانت البداية في ترتيب أمرهم وتشكيل حوزتهم، فعلم هولاكو بالأمر..

فذهب وحاصرهم ولكنه وجه لهم سؤال خلد في التاريخ: (هل تريدون حاكم مسلم جائر أم حاكم غير مسلم عادل؟).. فأختاروا الجواب الأخير.. فقال لهم باشروا بعملكم وبأجتهاداتكم.. وهنا نقطة تُحسب للشيعة آنذاك كونهم تعاملوا بدهاء سياسي، وطبقوا مبدأ التقيّة التي هي منطق مهم عند أئمة أهل البيت (رض)، لأن رجال الدين هناك عرفوا أن عنصر القوة لديهم أتجاه هولاكو وجيشه الجرار معدوم تماما ، وعنصر التحدي كان مهزلة لو طُبّق من قبلهم، فلم يبقى الا عنصر الحكمة، وعنصر السياسة والتكتيك، فنجحوا بطرد شر وفتك هولاكو من جهة، وكسبوا ودّه من جهة أخرى، علما أنهم لم يقدموا شيئا في هذه المنازلة بل ربحوا حياتهم، وهدفهم ، ووطنهم، ودينهم ، ومذهبهم والمستقبل الذي أرادوه..

وبعد أن أستقرت الأوضاع، وبحكم مقام سيدنا علي بن أبي طالب (رض) في مدينة النجف زحفت الحوزة العلمية من الحلة صوب مدينة النجف ( 160كم جنوب بغداد) لستقر وتزدهر من هناك بقيادة رائدها المرحوم الشيخ ( الطوسي).. وبدأت بالنمو لتكون مقر الحوزة العلمية، والمرجعية العليا لشيعة العالم أجمع ، ومنها تخرج جميع علماء وفقهاء ومراجع الشيعة الكبار لينتشروا في أرجاء الدنيا كأغصان مرتبطة بالشجرة التي هي الحوزة والمرجعية في مدينة النجف الأشرف في العراق، والتي حاولت أن لا تتدخل في السياسة جهد الأمكان ، ولم تستلم دعماً حكوميا، ولكنها لها شرف تثوير العراقيين ضد الأحتلال الأنجليزي وطرده عام 1920 تحت لواء ( ثورة العشرين) وبقيت مع القضايا السياسية ولكن بطريقة حذرة أو بسيطة، فمثلا كل العراقيين يتذكرون الفتوى الشهيرة التي قالها المرجع الأعلى للشيعة آنذاك( أية الله محسن الحكيم) وهو والد السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله والذي أستشهد في يوم الجمعة المصادف 29/8 في النجف أثر أنفجار سيارة مفخخة ومقتل العشرات معه بعد صلاة الجمعة هناك..حيث ( منع محسن الحكيم الحرب على الأكراد والتي كان يشنها عبد السلام عارف رئيس الجمهورية العراقية، ووبخ الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق لأول فترة جمهورية في العراق ( من قبله)عندما تحالف مع الشيوعيين).

وبرز من بين صفوفها رجال عظام أمثال المرحوم الطوسي، كاشف الغطاء، محسن الحكيم، أبو القاسم الخوئي، السبزواري ،و الحي السيستاني وغيرهم..كما هناك مفكرين أمثال السيد محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 من قبل النظام العراقي البائد ، وهو وشقيقته المفكره ( بنت الهدى)، وكان من مؤسسي حزب الدعوة الأسلامية عام 1956 والذي كان يسمي محمد باقر الحكيم ( عضدي الأيمن) ، وجميع العراقيين ، ومعظم الشيعة في العالم يتذكرون قولته المشهورة أتجاه حزب البعث الحاكم في العراق ( لو كان أصبعي بعثياً لقطعته) والتي هزّت عرش صدام حسين فأمر بقتله، وهو صاحب كتاب ( فلسفتنا، وأقتصادنا، والبنك اللاربوي في الأسلام والتي أعتمدته العربية السعودية في نظامها ، وبعض دول الخليج)..والحوزة العلمية + المرجعية كان لهما دورا رئيسيا في دعم أنتفاضة ( خان النص) على طريق النجف ـ كربلاء وذلك في منتصف السبعينات، والتي بموجبها وبضغط من صدام حسين عندما كان نائبا للرئيس، أمر الرئيس السابق (أحمد حسن البكر) بأستعمال الطائرات والدبابات لسحق المنتفضين ومن ثم أعدام قادتهم

، حتى جاءت الحرب العراقية الأيرانية ( 1980 ـ 1988) والتي وهن العراق فيها كثيرا عسكريا ، وأقتصاديا ، وتعبويا ، والتي صاحبه بطش فضيع من قبل نظام صدام حسين ضد الحوزة والمرجعية في النجف وكربلاء والمدن الشيعية الأخرى، أدى الى تقلص دور هاتين المظلتين ، فأتجه الطلبة والعلماء صوب مدينة (قم) الأيرانية هرباً من الخوف والموت والمراقبه والتجنيد بالنسبة للطلبة، وكانت هدية على طبق من ذهب الى الطرف الايراني كي تبرز وتزدهر (حوزة قم) على تاريخ وأسم (حوزة النجف) فتنبأ السيد آية الله أبو القاسم الخوئي ( رحمه الله) الى الخطورة فتشبث بقوة في النجف رغم الضغط الأيراني من جهة، وضغط نظام صدام من جهة أخرى ، و حتى جاءت أنتفاضة الشيعة في جنوب العراق في آذار عام 1991 والتي صاحبت عمليات أعادة دولة الكويت الشقيقة الى أهلها، بعد أن ( بلعها) صدام حسين الفاشي لمدة سبعة شهور

، ولكن تلك الأنتفاضة فشلت بعد أن أعطي الضوء الأخضر لصدام حسين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبضغط من بعض دول الخليج ، لكي يستخدم الطائرات العمودية والدبابات والمدفعية ويقضي على أنتفاضة الشيعة في الجنوب ، ويدس السم الى أبو القاسم الخوئي ليلقي حذفه ومعه كثير من العلماء الكبار، وكذلك تم القضاء على أنتفاضة الاكراد في الشمال، ولم يكتفي بذلك بل تم بعدها سجن وأعدام مئات من رجال الدين الشيعة ، وخصوصا من هم في الحوزة والمرجعية.. حتى جاءت مرحلة أسقاط نظام صدام حسين والتي بدأت في9/ 4 من العام الحالي وعلى يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حينها أصبحت الحوزة العلمية والمرجعية رقما صعباً في المعادلة السياسية، والستراتيجية، والأجتماعية، والسوقية، والدينية، لهذا برزت من تحت عباءة ( الحوزة والمرجعية) تيارات وخيوط سياسية وفكرية عدّة ، تارة تتشابك وتارة تتفق وتارة أخرى تتنافر نتيجة عوامل داخلية وخارجية، وكذلك لعوامل عرقية وولائية!.



تركيب الفسيفساء السياسية الشيعية في العراق....!



لو تطرقنا الى الفسيفساء السياسية للشيعة في العراق، فسنرى أن هناك تنظيمات سياسية، تقابلها تجمعات دينية فكرية ، ولنتفق أن نسميها تنظيمات كي تتسهل الأمور على القارىء وعلى الباحث.. وأول هذه المسميات هي (الحوزة )وهي التي تعني جميع طلاب وأساتذة التيار الديني الشيعي في العراق والتي تريد دورا سياسيا لأول مرة في تاريخ العراق ، ولها مؤيديها من الشرائح الفقيرة وقسم من الشرئح المتوسطة، وهذه منقسمه بين الذي يريد طرد الأمريكان فورا، وبين الذي يضغط على الأمريكان كي يحصل على حيز ومن ثم يقرر رأيه بالأحتلال، ولكن هؤلاء يريدون عودة السلطة للشعب، والأمريكان متحفظون منهم لأنهم لا يريدون تنمية سلطات دينية ، وفشلهم مع طالبان لازال ماثل للعيان... الطرف الآخر من هذه المعادلة هو ( المرجعية) والتي بدورها أنقسمت الى قسمين: الأول/ المراجع العرب، والثاني/ المراجع الأيرانيين والأفغان والباكستانيين وغيرهم.. وهؤلاء جميعا لم يعطوا فتوى ضد قوات التحالف، بل يرفضون الأحتلال، ويطالبون الأمريكان بأعمار العراق، وأعادة السلطات الى العراقيين ،

ولكن الأمريكان لديهم تحسس وتوجس من المراجع والعلماء الذين جذورهم من أيران وغير أيران،ولديهم رغبة كبيرة للتعامل مع المراجع والعلماء العرب، لكي يقطعوا الأمتداد والتدخل الأيراني الجاري والمستقبلي في العراق، كما أن هناك تيارات أسلامية عربية شبابية موروثة عن خط فكري يؤمن بتحريك الحوزة من الفتوى والجلوس، نحو السياسة والتحرك والتي تبّناها الشهيد آية الله( محمد صادق الصدر/ الذي اعدمه النظام العراقي عام 1999) ، وورثها عنه ولده الشاب ( مقتدى الصدر/ 29 عاماً)، يأتي بعدها التيارات السياسية الأسلامية الشيعية و التي تحمل ستراتيجيات فكرية وسياسية ومنها ( حزب الدعوة)، وكذلك تيار ( المجلس الأعلى للثورة الأسلامية) ، وتيار ( المجلس الأعلى لتحرير العراق).. يقابل ذلك تيارات شيعية ليبرالية وعلمانية قياديها من الشيعة مثل ( المؤتمر الوطني العراقي، حركة الوفاق الوطني، لحزب الشيوعي العراقي، الأئتلاف الوطني العراقي) ، وهناك تيارات صغيرة أسلامية وليبرالية وعلمانية ولكنها ليس لها تأثير واضح على الساحة العراقية... والآن نمر على تفصيل هذه التيارات، ومن ثم المرور على رؤاها السياسية، وعلاقاتها مع الأمريكان، ونظرتها للمستقبل العراقي...

مجاهدون
09-24-2003, 10:00 AM
تفصيل الفسيفساء ورؤاها..!



أولا: تيار المرجعية والحوزة / الخط الأيراني: وهو ذلك التيار الذي يمثل العلماء الذين يعيشون في العراق، ولكن أصولهم أيرانية، وأغلبهم يحملون درجات علمية عالية، ومنهم آية الله السيد ( علي السيستاني) ويلتف حول هذا التيار علماء كبار من أفغانستان مثل ( أية الله أسحاق الفياض) ومن باكستان ( آية الله بشير النجفي)، ولكل هؤلاء مؤيدين وأنصار داخل العراق وخارجة، ويمتلكون بيت مال غني ومتشعب من أموال وعقارات ومدارس دينية، وكلها من حقوق المسلمين الشيعة ، وتصرف الى خدمة الشيعة أجمع ولكن ليس هناك لجان محاسبية أو تحقيقية، بل كثير ما تثار الشبهات حول هذا الموضوع، وهذا الخط ينتهج سياسة مع قوات الأحتلال الأمريكي تحت شعار ( لاتُسب ولا تُحب) أي منعوا ضرب وقتل هذه القوات وبالمقابل التعاون معها الى حين، ثم ترحل من العراق ، وطالبوا أن من يخط الدستور العراقي لابد وأن يكونوا من العراقيين، وهناك فتوى شهيرة للسيد السيستاني بحكم هو الأعلى في هذا المضمار، ولكن الجانب الأمريكي غير مرتاح الى هذا الخط كون قلوب هؤلاء يميل الى أيران، وهناك عدد كبير من السياسيين العراقيين ومن مختلف الأتجاهات يشاطرون الأمريكان في ذلك، وحتى قسم كبير من الشعب العراقي يشاطرهم هو الآخر... ولكن للآن لم تصدر بوادر مؤكده أن هذا الخط يميل للحكم السياسي!.



ثانيا: تيار المرجعية والحوزة/ الخط العربي: وهو ذلك التيار الذي يرى في نفسه هو الأولى بالتكلم بأسم العراق والعراقيين، وله رغبة أن تكون له حصّة في الحكم من خلال الجلوس في مقاعد تابعة للقرار، أو كمستشارين، ومن أبرز علماء هذا التيار هو ( آية الله السيد محمد سعيد الطابطبائي الحكيم) وهو عم آية الله محمد باقر الحكيم الذي أستشهد في التاسع والعشرين من آب الماضي، والذي تعرّض لمحاولة أغتيال هو ونجله في مدينة النجف قبل أسابيع، وهناك عربيا ولد في النجف ، وترعرع في النجف، ودرس في النجف هو اللبناني ( آية الله محمد حسين فضل الله) والذي يستمع منذ نيسان / أبريل الماضي ولحد الآن الى وفود تتوافد عليه من النجف كمؤسسة دينية عربية، ومن أحزاب سياسية عراقية، ومن شخصيات عراقية مكلفّة من الجانب الأمريكي، خصوصا وأن السيد ( فضل الله) له مشاكل وحساسيات مع الجانب الأيراني

، وصلت لحد أصدار فتاوى بهدر دم السيد ( فضل الله) وأفشاله ، وتهديدة، وأصدار البيانات التي تُنكل بشخصه وتاريخة وعائلته، والتي تشكك بعلميته وبأسلوب الأداء الذي يتبعه، خصوصا وأن السيد فضل لله جمع الدين والسياسه، وأصبح له معجبين ومحبين من مختلف الطوائف والأديان ناهيك عن التأييد الذي يحظى به من قبل الشيعة في لبنان والعراق والبحرين وشرق السعودية ، والمسلمين في الدول الغربية وأمريكا.. لكن السيد فضل الله وحسب المعلومات المتوفرة متردد كثيرا كونه يميل للتعامل مع تيار ( الصدريون) والذي يقوده الشاب مقتدى الصدر. أما علاقة هذا التيار مع قوات الأحتلال هي التعاون لحين أعادة السلطة الى العراقيين ومن ثم رحيل القوات المحتله، ولا يشجعون على ضرب القوات الأمريكية في الوقت الحاضر، وهناك ميل أمريكي نحو هؤلاء ليكونوا قوة ضد الأحلام الأيرانية في العراق والحوزة والمرجعية.



ثالثا: خط مقتدى الصدر: وهو الخط الثوري والذي يطالب برحيل القوات الأمريكية عن قلب المدن العراقية، كما يطالب بحل مجلس الحكم الأتقالي لأنه غير شرعي حسب أدبيات هذا الخط، كما يطالب بأنتخابات تكون للحوزة حصة الأسد فيها، ولايريد التعاون مع الأمريكان، وله مشاكل عديدة مع التيارات التي حُسبت على أيران،كون هذا التيار يعتقد هو الأولى بقيادة الحوزة والمرجعية العربية ، ولايميل للتعاون مع الخط الأيراني.. ها الخط هو خط حركة شارع ليس لها أطار سياسي أو تنظيمي ، بل هو حب وولاء لوالد ( مقتدى الصدر / المرحوم محمد صادق الصدر) وورثه مقتدى عن أبيه ، وهي تركه ثقيلة جدا، كون السيد آية الله ( الحائري) والمتواجد في مدينة قم الايرانية، كان المفروض أن يستلم مهمام هذا الخط مباشرة بعد مقتل السيد محمد صادق الصدر، أو بعد سقوط النظام مباشرة،

ولكنه لم يصل للنجف لحد الآن، ويبدو أنه ممنوع من قبل الأيرانيين كي لايكون الى جانب مقتدى الصدر الذي تنقصه الخبرة والدراية في بواطن الأمور المرجعية والحوزوية والسياسية، كما أن هذا الخط تعرض الى عملية أنشقاق بُعيد سقوط النظام، حيث أنشق الذراع الأيمن ( الشيخ اليعقوبي) وهو كان مساعد ورفيق ( محمد صادق الصدر) والأب الروحي لمقتدى بعد أبيه، ولكنه أنشق ليكوّن تنظيما أسلاميا باسم ( فضلاء الحوزة)، لذا بقي مقتدى الصدر يعتمد على رجال الدين الشباب والمتحمسين جدا للعمل والدخول الى المعترك السياسي، ناهيك أنه له شعبية كبيرة في جنوب العراق، وفي مدينة الصدر ( الثورة) في بغداد، وبين الطلبة، والطبقة الفقيرة، وقسم كبير من المثقفين الشباب.. وبضغط من هذه الطبقة تم تشكيل كيان شعبي لا هو سياسي، ولا هو عسكري يسمى ب ( جيش المهدي) مجرد السلاح، مهمته الدفاع عن الحوزة العلمية، وعن حقوق المسلمين، والمؤسسات ، والجمعيات الخيرية، والمدارس، والمساجد التابعة لهذا الخط..

ولكن تبين أن وراء الكواليس هناك مفاوضات مستمرة بين هذا التيار من جهة وبين شخصيات عراقية وأمريكية من جهة أخرى ليكون لهذا التيار حضوراً سياسيا، وربطه مع السيد ( محمد حسين فضل الله) لكي يكون في النجف الى جانب مقتدى الصدر، ومن ثم تكون هي القوة الضاربة والمدعومة من قبل كثير من السياسيين العراقيين والأمريكان ضد القوى المدعومة من أيران، أو الموالية للأيرانيين ، وتثبيت ألأخط العربي بدلاً من الأيراني.. ولكن يا ترى هل يوافق مقتدى الصدر.. وهل يقبل فضل الله أن ينتقل الى مدينة النجف خصوصاً وهو المطلوب للامريكان كونه بنظرهم هو من قرّر تفجير مقر قوات الماريز في لبنان عام 1982 والتي راح ضحيتة أكثر من (200) جندي وضابط أمريكي؟.. وهل المفاوضات الجارية هي بخصوص أسقاط التهم عن فضل الله مقابل قيادة الخط العربي الشيعي في النجف، ونتيجة هذا أخذ فضل الله في الفترة الأخيرة يخفف من لهجتة ضد الأمريكان ، ويطالب بأعطاءهم الوقت كي يبرهنوا عن حسن نواياهم!؟.



رابعا: حزب الدعوة الأسلامية/ وهو أقدم حزب أسلامي شيعي عراقي حيث تأسس عام 1956، ومعروف عربياً وعالميا، كونه أعطى أنهارا من الدم في سبيل أحلال جمهورية أسلامية في العراق، وكان من مؤسسيه المفكر السيد ( محمد باقر الصدر) الذي أعدمه نظام صدام حسين عام 1980، وكان حزبا سريا حيث لا مجال في العراق الا لحزب البعث فقط في الساحة العراقية منذ عام 1968 ولحد التاسع من نيسان/ أبريل الماضي وهو يوم نهاية النظام البعثي في العراق ، كذلك كان من بين صفوفه السيد محمد حسين فضل الله، ومحمد باقر الحكيم الذي اغتيل في النجف قبل ثلاثة أسابيع، والسيد مهدي الحكيم الذي أغتيل في الخرطوم عام 1981، وهناك شخصيات دينية، وفكرية، وعلمانية بين صفوف هذا الحزب ، ويعتبر هو الأم لجميع الأحزاب الشيعية العراقية بأستثناء الحزب الشيوعي ، والبعثي في العراق،

وهو الحزب الذي رفع شعار ( لا للحرب نعم لأسقاط صدام) وشاركه في ذلك الحزب الشيوعي العراقي نتيجة تحالف بينهما منذ عام 2001، وبقي هذا التحالف حتى جلوس ناطق حزب الدعوة السيد ( أبراهيم الجعفري) ، وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى) في مجلس الحكم الأنتقالي، ولقد شغل السيد الجعفري الرئاسة الأولى لمجلس الحكم والتي أستمرت شهر واحد، وسلمّها بعده الى الشيعي الدكتور أحمد الجلبي.. هذا الحزب أو هذا الخط له تحفظات شديدة على الجانب الأمريكي، ويطلب التعجيل بتسليم القيادة الى العراقيين، وتعامل مع الأمريكان على مضض ولمصالح وطنية أي من اجل عدم شق الصف الوطني والسياسي، وكثير من العراقيين يراهن على هذا الحزب داخل تركيبة مجلس الحكم الأنتقالي كي يغيّر بعض الأمور لصالح المواطن، ويحجّم دور الحلفاء. علما لحزب الدعوة وزيران في الحكومة الجديدة هما ( وزير الأتصالات، و الصحة).



خامسا : المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق/ هو ذلك التنظيم الذي خرج من تحت عباءة حزب الدعوة، حيث تم تشكيله في ( طهران) بعد أن تمكن آية الله محمد باقر الحكيم ( رحمه الله) من الهروب بأتجاه العراق خصوصا وهو خرج من السجن بخطأ أداري ندم عليه النظام في العراق كثيرا، لأنه كان يريد أعدامه، فأستغل ذلك الخطأ ليخرج صوب أيران، ومن هناك تم تشكيل ( المجلس الأعلى) في عام 1982 في طهران، ومن شخصيات شيعية وسنيّة، وتوسع هذا التنظيم خصوصا بعد أن التحق به كثير من الأسرى والهاربين نتيجة الحرب العراقية الأيرانية ( 1980 ـ 1988) ومجموعة من الضباط الكبار، وأنبثق عنه تشكيلات ( قوات بدر) العسكرية وهي القوة الشيعية الضاربة،

وتعاون هذا التشكيل مع الأمريكان بأيعاز من القيادة الأيرانية كونها البلد المضيّف والموثر على هذا التشكيل فكريا وأيديلوجيا وعسكريا ، ولقد تمكن المجلس من دخول مجلس الحكم من خلال جلوس ( السيد عبد العزيز الحكيم) عضوا فيه، وله وزيران في الحكومة الجديدة هما ( وزير الأعمار، والشباب)... ولكن علاقتة مع الأمريكان مبنية على اعلى درجات التوجس والحيطة والحذر، خصوصاً وأن الأمريكان لا يحبذون التعامل مع قوات بدر كونها تحمل أيديولوجيات أيرانية ( فكرية وعسكرية) لذا يحاول الأمريكان تحجيم هذه القوات، ومن ثم أيجاد قوة مقابله لهذه القوة داخل الجسد الشيعي نفسة وموالي لأمريكا والعراقيين وليس لأيران نفوذ فيه.

سادسا: شخصيات شيعية مهمة ولها تنظيمات سياسية:

أولا:

الدكتور أحمد الجلبي: شخصية عراقية شيعية ليبرالية تنادي بفصل الدين عن السياسة، وهو زعيم ( حزب المؤتمر الوطني العراقي) الذي تأسس عام 1990 بعد غزو دولة الكويت، وهو رجل منفتح ويحمل درجة الدكتوراة في الرياضيات، وله علاقات واسعة جدا في الكواليس الأمريكية( الكونغرس، الدفاع، الأدارة) ، كذلك له علاقة جيدة مع الدولة العبرية، نسجها بشكل شخصي وليس بشكل عراقي ، وله فضل بالتأثير على أدارة الرئيس ( بيل كلينتون) للتوقيع على قانون تحرير العراق عام 1998 والذي أصبح قرارا ملزما على جميع الأدارات الأمريكية، تنظيمه ممول 100% من الخارجية الأمريكية، ويؤمن ( الجلبي) بفصل الدين عن السياسة، وأحلال الديموقراطية، وأجتثاث حزب البعث من اللعبة السياسية في العراق،

وأنشاء محكمة جرائم حرب، وتأجيل تسليم السلطة الى العراقيين كونه يعتقد أن تسليم السلطة في الوقت الحاضر سيأتي بحكومة رجال دين موالين الى أيران أو دول أخرى، وكذلك يحبذ أن تكون الأنتخابات بعد سنتين كون المواطن العراقي ليس عنده ثقافة أنتخاب أو علم بالدستور، وبالتالي ستؤدي الأنتخابات الى قدوم رجال دين وشيوخ قبائل ولن تكون هناك ديموقراطية.. حزب المؤتمر خليط من السنة والشيعة والعرب والتركمان والمسيحيين، ويتعاون بشدّة مع الأمريكان.. وأحمد الجلبي يشغل رئيس مجلس الحكم الأنتقالي لشهر أيلول، ولحزب المؤتمر عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة.



ثانيا:

الدكتور أياد علاوي/ وهو طبيب من مدينة الحلة ( 70 كم) جنوب بغداد، ومن البعثيين الذين كانوا يديرون تنظيمات أوربا، وأنشق عن النظام في الثمانينات، وهو من أسرة شيعية متعلمة ومنها شخصيات عراقية بارزة، وهو رئيس (حركة الوفاق الوطني) والتي تموّل بنسبة 100% من الحكومة الأمريكية ، وتمتلك علاقات خاصة مع ( سي أي أيه ، وبعض شخصيات داخل الأدارة)، ومتمثلة بمجلس الحكم بأمينها العام ( أياد علاوي) ولها مقاعد وزارية في الحكومة الجديدة ومنها( وزارة الداخلية).. تتعاون بشكل كامل مع قوات التحالف في العراق، ولا تريد أنتخابات في العراق في الوقت الحالي، وتضغط بعدم تسليم الحكم الى العراقيين في الوقت الحالي خوفامن قدوم شخصيات دينية وأحزاب أسلامية... وفي صفوف الحركة من هم سنّة وشيعة وأكراد وتركمان ومسيحيين.



ثالثا:

الأستاذحميد مجيد موسى/ السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي، وهو شيعي من مدينة ( الحلة)، درس في جيكسلوفاكيا، وشخصية معتدلة، وليس لدية تحفظات على التعامل مع الأحزاب الأسلامية، وليس له تمويل من الأدارة الأمريكية الا القليل جدا، ويعتمد على تبرعات أعضاءه، وما يأتيه من أحزاب عالمية.. كان من معارضي الحرب على العراق وكان يشترك مع حزب الدعوة الأسلامية تحت شعار( لا للحرب نعم لسقوط صدام)، ويتعامل مع الأمريكان حاليا بحذر شديد علما هو متمثل بمجلس الحكم الأنتقالي وذلك من خلال ( حميد مجيد موسى) كعضو مجلس الحكم، كما أن هناك وزارات شغلها الحزب الشيوعي العراقي في التشكيلة الجديدة، وينادي بالتعجيل في تسليم الحكم الى العراقيين، وأعطاء الصلاحيات لمجلس الحكم.. والحزب الشيوعي العراقي يحتوي على جميع الأطياف العراقية بين صفوفه، وتأسس في العراق قبل أكثر من ستين عاما.

رابعا:

الجنرال توفيق الياسري/ شيعي من عائلة ينحدر نسبها الى الرسول (ص)، درس العلوم العسكرية، والقانون الدولي بدرجة ماجستير، من قادة الأنتفاضة ضد النظام السابق عام 1991 ، وأعدم شقيقه عام 1991، وله حضور شعبي كبير، كما كان عضو في المؤتمر الوطني، وحركة الوفاق الوطني، ولكن قبل أربع سنوات أسس هو مع مجموعة من الضباط والمدنيين تشكيل ( الأئتلاف الوطني العراقي) وأنتخب أمينا عاما له، ولم يدخل مجلس الحكم الأنتقالي، ولا في الوزارة الجديدة، علما هو من شغل رئاسة لجان الداخلية( برتبة وزير) منذ شهر أذار حتى الأول من أيلول الجاري،ويتعامل هذا التنظيم مع قوات التحالف ولكنه ينادي يتسليم السلطات الى العراقيين وبسرعه، ويؤمن بفصل الدين عن السياسة مع أحترام موروث العراق الديني والشعبي.



خامسا:

الدكتور محمد بحر العلوم/ شيعي ورجل دين، أعدم من أسرته عدد كبير، فر من العراق عام 1991 الى لندن، عربي العرق وله خلافات مع الجانب الأيراني، ويميل الى تعريق الحوزة والمرجعية، ولكنه متعاون جدا مع قوات الحلفاء، ويقف عند الوسط كعادته ليرى الكفة الى أية جهة تميل فيبادر للميلان معها... ليبرالي التفكير.. ويشغل عضو مجلس الحكم، وأبنه وزيرا ( النفط)، وتنقل من حزب الدعوة، الى المؤتمر الوطني، وأخيرا مستقل يمثل مركز أهل البيت في لندن، وعاد للعراق عن طريق الكويت في شهر نيسان / ابريل الماضي.. وهو رجل أمريكا ضد أي توجه أيراني داخل العراق.. ويصمت أحيانا حول نقل السلطات لأنه يفضل رؤية ميلان الكفة دائما!.

وهناك شخصيات شيعية أخرى... متوزعة على الأحزاب ألاخرى.



سادسا:

آية الله محمد حسين فضل الله/ تولد العراق عام 1939 ومن أبوين لبنانيين، درس وترعرع في مدينة النجف، عربي العرق، له خلافات مع الجانب الأيراني، أنتقد الامريكان كثيرا، وأستفاد النظام السابق من بعض فتاويه، ولكنه بدأ في الفترة الأخيرة الى التهدأة، وله رغبة عارمة للعودة الى العراق ليبدأ من هناك، والأمريكان يريدون ذلك كونه له شعبية كبيرة داخل العراق، وفي دول عربية، ناهيك أنه يمثل ( الند) الى المجس الأيراني داخل العراق.. فالمعلومات تؤكد أن هناك مفاوضات جارية بين ألأمريكان وشخصيات عراقية وبين فضل الله لمحاولة أقناعة للقدوم الى العراق والى النجف تحديدا،

يصاحبها مفاوضات جارية مع السيد ( مقتدى الصدر) كي يتم اندماجه مع السيد فضل الله لتكوين قوة عربية ضد القوة الايرانية داخل المرجعية والحوزة العلمية في النجف وذلك لقطع الطريق علىالأيرانيين كون للحوزة والمرجعية مكانة كبرى في العراق وستؤثر على تصويت الدستور والأنتخابات المقبلة والآن هي بيد الخط الذي يوالي أيران، لهذا تسعى الشخصيات العراقية الليبرالية والأمريكان انتزاع هذا الكارت منهم وأعطاءه للجانب العربي، لكي يتم قطع الساعد الأيراني داخل هذه المؤسسات الدينية... ولكن هل يوافق محمد حسين فضل... وهل يصدّق وعود الأمريكان.. وماهي الضمانات التي طلبها وسيطلبها؟

وهل تذكّر مقتل محمد باقر الحكيم..وتاريخ العراق الذي يؤكد أن العراقيين يقتلون كل من يدعوه كما فعلوا بالأمام الحسين(رض)؟

لا ندري ماذا سيحصل بعد ربع ساعة، حيث العراق يعيش على كف عفريت، وفي ضوضاء سياسية وأمنية، يرادف هذا هناك بورصة سياسية لاترحم دائرة رحاها في بغداد، واحد أطرافها العرب، وأسرائيل!.

لذا سنترك الأمر مفتوح لما تحمله رحم الأيام...وعساه خيرا.



samiroff@hotmail.com

موالى
09-24-2003, 02:32 PM
مقال جيد ، بس كلامه عن السيد الجليل فضل الله بدون أدلة ، يقول أنه يتفاوض مع الأمريكان ، يجب ان لا يتكلم من غير أدله ، وعلى هذا الأساس ، كافة الإستنتاجات التى وصل لها ، لا قيمة لها .

بو حسين
09-24-2003, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مقال هجومي على سماحة السيد فضل الله...
ولها إستفهامات كثيرة...منها:


"وأستفاد النظام السابق من بعض فتاويه"...أية فتاوى ؟

" وله رغبة عارمة للعودة الى العراق ليبدأ من هناك"....
ذكر في قناة المستقبل انه لن يدخل العراق....إلا بعد خروج قوات التحالف...

"يصاحبها مفاوضات جارية مع السيد ( مقتدى الصدر) كي يتم اندماجه مع السيد فضل الله "........
السيد فضل الله لاينتمي لأي حزب او تيار فهو يقول:
((لامانع ان من أين يكون المرجع ملتزماً بالفكر الذي يمثله الحزب.كأي إنسان آخر يلتزم هذا الفكر، دون أن يمارس مرجعيته بالطريقة الحزبية، أي لايعيش العصبية الحزبية، ولا يفرض القرارات الحزبية، على الناس، بل يستمد فكره المرجعي من اجتهاداته الإسلامية، وقد تتفق هذه الإجتهادات مع فكر الحزب (التي هي تتفق مع فكر التيار الصدري - الإسلام الحركي..الخ...وبالتالي تتفق مع مقتدى الصدر) فيتبناها، وقد تختلف مع فكر الحزب فلا يتنازل عنها.)

وفي سؤال آخر وجه له:
كما تحدثتم ، مولانا، بأن هذه القضية تناقش في الخط العام، ولكن ما رأيكم بالمرجع الذي يضيق فكره ويتقوقع في الحزبية؟

الجواب: إذا كان الشخص يتعصب عن غير حق فإنه يخرج بذلك عن صفة العدالة التي يجب ان يتمتع بها...وقد يأخذ التعصب أشكالاً متعددة في الواقع الإسلامي فبعض الناس يتعصب للشخص ، وآخر لعائلته، وثالث لطائفته،ورابع لحزبه او حركته.

"الأمريكان يريدون ذلك كونه له شعبية كبيرة داخل العراق"....نكته ظريفة كيف يريدون ذلك ..فإذا ذهب إلى العراق وله شعبية كبيرة وهو ضد أمريكا والإرهاب؟؟

"فالمعلومات تؤكد أن هناك مفاوضات جارية بين ألأمريكان وشخصيات عراقية وبين فضل الله لمحاولة أقناعة للقدوم الى العراق والى النجف تحديدا"....لم نقرا في اي مكان عن هذا الخبر الذي لا منطق له...ولا دليل عليه..

"يصاحبها مفاوضات جارية مع السيد ( مقتدى الصدر) كي يتم اندماجه مع السيد فضل الله لتكوين قوة عربية ضد القوة الايرانية داخل المرجعية والحوزة العلمية في النجف وذلك لقطع الطريق علىالأيرانيين كون للحوزة والمرجعية مكانة كبرى في العراق"............
يريد الكاتب ان يبين ان السيد فضل الله ضد الدولة الإيرانية او الإيرانيين مع انه هم (او بعض) الإيرانيين الذي ضد السيد وليس السيد ضد الإيرانيين...ويريد بذلك ان يبين ان السيد فضل الله ضد السيد السيستاني!!!!!!

"لهذا تسعى الشخصيات العراقية الليبرالية والأمريكان انتزاع هذا الكارت منهم وأعطاءه للجانب العربي، لكي يتم قطع الساعد الأيراني داخل هذه المؤسسات الدينية... ولكن هل يوافق محمد حسين فضل... وهل يصدّق وعود الأمريكان.. وماهي الضمانات التي طلبها وسيطلبها؟"..........
السيد فضل الله لم ولن يضع يده بيد الكفار....مثلما فعل البعض..

والسلام

موالى
11-28-2004, 02:01 PM
اضافة إلى التعليق السابق فإن مقالات سمير عبيد فيها دائما معلومات كثيرة ولكنها من غير دليل ولكنها قد توحى إلى القارىء إلى أن الكاتب هو شخص مطلع على خفايا الأحداث ، ولكن الحقيقة هى غير ذلك .

بهبهاني
11-28-2004, 03:13 PM
سمير عبيد يكتب من وحي خيالاته و لو تقرؤون كتاباته تجدون العجب العجاب و كل ذلك دون اي يقدم اي دليل ملموس