المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «البلوتوث » وضع أسرار الأسر على صفيح ساخن



سلسبيل
05-14-2006, 10:49 AM
الحل يكمن في تطوير أجهزة الحماية وعدم التشغيل لغير الضرورة

كتب عبدالرزاق النجار


لا احد ينكر حاجة البشرية للتطورات العلمية والتكنلوجية.. ولكن ان يستخدم البعض هذه التكنولوجيا والعبث فيها لاغراض غير شريفة قد تصل في احيان كثيرة حد الفضائح والتعريف بالاسر والابتزاز فهذا ما لا نتمناه.

.. ولكن هذا ما طفح على سطح مجتمعنا في الآونة الاخيرة حيث اقبل الكثيرون من الشباب على استخدام خاصية البلوتوث الموجودة على الاجهزة النقالة في اغراض دنيئة خاصة مع وجود تقنية سحب الملفات والاشياء المتخصصة لدى الآخرين دون علمهم.

حيث الكثير من حائزي هذه الهواتف يعمد اصحابه الى اختيار اسم حركي له بغية تبادل الرسائل مع الآخرين دون ان يعرف من يجلسون في محيطه ومن هو صاحب هذا الاسم الذي ظهر على هاتفه.
وبمجرد ضغطه زر لاستجابة لتبادل الرسائل يتم نسخ جميع المعلومات حتى صور شخصية ولقطات فيديو وارقام هواتف في اجهزة الآخرين دون علمهم ولتتكشف للعابث جميع الخصوصيات المتعلقة بهؤلاء الضحايا.

ولنا ان نتخيل خلال 24 ساعة فقط كم معلومة خاصة يلتقطها هؤلاء العابثون خلال جلوسهم في المطاعم والمجمعات التجارية والمقاهي من ابرياء لاذنب لهم سوى انهم قاموا باستقبال الرسائل التي ارسلت لهم ليجدوا انفسهم بعد فترة وجيزة ضحايا هذا العبث وذلك حين يكتشف احدهم ان صورة ابنته او زوجته المخزنة في جهازه النقال استغلت استغلالاً سيئا قد يصل الى الابتزاز اللااخلاقي وانتشرت بسرعة البرق بين عشرات الآلاف من الاجهزة النقالة.

هذه الظاهرة الخطيرة ما كانت لتتفشى بهذا الشكل ويقبل عليها الشباب من رواد المقاهي والكافيهات لو كان لدى هؤلاء ما يشغلهم في حياتهم اضافة الى الاهتمام الاسري والرقابة الصارمة وحيال هذه الظاهرة نأمل ان تقوم الجهات المعنية في الدولة بتوعية المجتمع من خلال توزيع بروشورات او تخصيص حلقات تقدم عبر شاشة التلفاز تبين خطورة هذا الامر وكيفية التعامل معه وذلك من اجل المحافظة على اعراض الاسر والمجتمع بشكل عام او على الاقل ان تقوم هذه الجهات باستقدام جهاز يفوق على تعطيل هذا العبث التقني او في اقل تقدير يتم التوصل الى صاحب الجهاز العابث فيما لو قام بهذه الافعال كنوع من حفاظ الضحية على حقه القانوني.
وللوقوف على هذا الامر قال المحامي عادل اليحيى.

جريمة مكتملة الأركان

وللوقوف على الرأي القانوني لهذه الظاهرة مثل السكين فقد اخترعت وصنعت بقصد الاستفادة منها في الحياة العامة والخاصة ولكنها تستخدم في القتل والجرح العمدي ومثل ادوات واجهزة علمية حديثة عديدة، وليس جهاز اللاب توب ببعيد عن الاستخدام السيئ والدلالة على اختيار الانسان للجانب الذي ينطوي على شر فيه هو استخدام ظاهرة البلوتوث استخداما شريراً.

وبسحب رسائل او معلومات او اسرار عمل خاصة بصاحب الجهاز الاول من ذاكرة الجهاز الاول الى ذاكرة الجهاز الثاني، ويتمكن بذلك صاحب الجهاز الثاني من الاطلاع على كافة المعلومات والاسرار الخاصة بعمل صاحب الجهاز الثاني واسرار حياته الخاصة والعائلية وقتما يشاء، والاحتفاظ بمثل هذه الرسائل او المعلومات او الصور والاساءة اليه والاضرار به، واستعمالها في الابتزاز واجبار صاحب الجهاز الثاني على القيام بتصرفات معينة يمليها عليه او اتخاذ مواقف معينة ما كان يتخذها لولا هذا واستعمالها في المنافسة غير المشروعة بين رجال الاعمال والمشاهير وسحب هذه المعلومات او الرسائل او الصور الخاصة او الاطلاع عليها امر غير مقبول شرعا الا بموافقة صاحبها. وغير مقبول قانونا اذ انه ينطوي على جريمة السرقة المعاقب عليها بالمادة 217 من قانون الجزاء والتي تنص على انه ( كل من اختلس مالا منقولا مملوكا لغيره بنية امتلاكه يعد سارقا ويعد اختلاسا كل فعل يخرج به الفاعل الشيء من حيازة غيره دون رضائه ولو عن طريق غلط وقع فيه هذا الغير، ليدخله بعد ذلك في حيازة اخرى.

ولا يحول دون وقوع السرقة على كون الفاعل شريكا على الشيوع في ملكية الشيء كما يعد في حكم السرقة اختلاس الاشياء المحجوز عليها ولو كان الاختلاس واقعا من مالكها، وكذلك اختلاس الاموال المرهونة الواقع ممن رهنها ضمانا لدين عليه او على غيره).
واكد اليحيى بانها جريمة سرقة مثل سرقة الارسال الاذاعي او التلفزيوني وهي في الحقيقة البحتة مجرد موجات كهرومغناطيسية يتحول اليها الصوت والصورة والكتابة فيحملها الاثير فيتم الارسال فتصل الى الشخص الذي قام بالسحب.

والرأي الارجح في الفقه الجنائي انه ( اذا تمكن الساحب لهذه الصور والرسائل والمعلومات من السيطرة الفعلية عليها وحيازتها ووصلت الى جهازه بالارسال او السحب من ذاكرة الجهاز الاول الى ذاكرة جهازه فتقوم في حقه جريمة السرقة، اي انه اذا تمكن من حيازتها بذاكرة جهازه دون رضاء صاحبها- صاحب الجهاز الاول - وحرمه منها دون موافقة فان ذلك يعد كافيا لتوافر الركن المادي لجريمة السرقة وهو انهاء حيازة صاحب الجهاز الاول للرسائل او المعلومات او الصورة المسحوبة وانشاء حيازة جديدة لصاحب الجهاز الساحب عليها ، كما ان كون الشيء المسروق يجب ان يكون ماديا اصبح محل شك في الفقه الجنائي الحديث.

فقد فقدت المادة كثيرا من خواصها وابرزها الصلابة والمادية اي شغلها حيزا ماديا ولم تعد هناك فروق حقيقية بين المادة والطاقة والارسال الاذاعي والتلفزيوني الا في رتبة الاهتزاز. وذلك بالاضافة الى امكان تحويل المادة الى طاقة والعكس طبقا لمعادلة نظرية النسبية، ومن ثم اصبح لا فرق بينهما في كون اي منهما ما لا يمكن ان تقع عليه جريمة السرقة.

وطبقا لهذا الرأي اعتبر ان الافكار والابتكارات والحقوق العينية والشخصية لا تكون محلا للسرقة، ولكن المستندات التي تثبت هذه الحقوق تجوز ان تكون محلا للسرقة.
كما انه لا فرق بين كون الشيء المسروق صلبا او سائلا او غازيا مثل غاز الاستصباح او التيار الكهربائي او الارسال الاذاعي او الارسال التلفزيوني او التلفوني.

ومن هنا يمكن ان ينتهي الرأي الى ان سحب الرسائل او الصور او المعلومات الخاصة تمثل جريمة معاقب عليها قانونا متكاملة الاركان يتوجب معاقبة فاعلها بالعقوبة المنصوص عليها في المادة 217 من قانون الجزاء.
ويمكن اثباتها بتفريغ ذاكرة الجهازين والاتصالات التي تمت بينهما وتاريخ وكيفية حدوثها لمعرفة الجهاز الساحب والمسحوب من عليه وتحديد المسؤولية صاحب الجهاز الساحب.


كيف تحمي نفسك؟

هناك العديد من البرامج التي تحمي جهازك من هذه الظاهرة يمكن الحصول عليها من محلات الاجهزة النقالة وتسمى بـ anti virus وباللغة العامة برامج حماية او حماية ضد الاختراق علما بان هذه البرامج لا تحمي جهازك%100 ولكن تساعد في حماية جهازك%80 كذلك لا تستقبل اي رسالة بلوتوث من اي شخص لا تعرفه، ولا تشغل خاصية البلوتوث في جهازك الا وقت حاجتك اليها.
ها.

تاريخ النشر: الاحد 14/5/2006